jasminsnews - أول مناظرة للانتخابات في تونس: "برودة النقاش" تقلل من "الحدث التاريخي"

أول مناظرة للانتخابات في تونس: "برودة النقاش" تقلل من "الحدث التاريخي"

رغم وصفهم بمرشحين من "الوزن الثقيل" فان مشاركتهم في أول مناظرة تلفزيونية من نوعها بتونس، لم تحمل الإثارة والتشويق الذي كان يعلق عليها كثير من الناخبين والمراقبين.

قبل ثمانية أيّام من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة، نظّمت يوم السبت 7 سبتمبر 2019 أول مناظرة تلفزيونية لمرشحي الرئاسة في تونس، تعد الأولى من نوعها في البلد الذي يوصف بـ"الاستثناء" من بين بلدان الربيع العربي. 

يمكن اعتبار أن مجمل المترشحين المتنافسين خلال اليوم الاول لثلاثية المناظرات من «الوزن الثقيل» وهو أمر طبيعي بالنظر الى المتنافسين الذين يوجد فيهم من هو رئيس جمهورية أسبق (المرزوقي) ورئيس حكومة أسبق (مهدي جمعة) وسياسي قيدوم محنك ونائب رئيس البرلمان الحالي (عبد الفتاح مورو) ووزراء سابقون وهم في نفس الوقت قياديون وذوو تجربة في العمل السياسي والنقابي والحقوقي (ناجي جلول، محمد عبو، عبيد البريكي وعمر منصور)، وتعتبر التجمعية المخضرمة عبير موسي أيضا من الاوزان ذات التأثير بأسانيد احصائية.

عبد الفتاح مورو:

فصاحة لغوية ودراية بأهم المسائل المتعلقة بمهام وصلاحيات رئيس الدولة حيث حضرت الاجابات سريعا وكانت على حافة لسان مورو الى جانب طرح الحلول واستشراف الافاق والتنويع في اسلوب المحاججة.

وتظهر الاريحية التي بدا عليها مورو بوضوح في الكلام والحوار، هذه الاريحية التي اكتسبها في مسيرته الطويلة بين السياسة والمحاماة لتتواصل بعد الثورة كبرلماني وقيادي من الصف الاول وهو ما يجعل الاخير محل اهتمام أكبر الناخبين والناخبات.

عبير موسي:

خطاب يتسم بالثقة ورباطة الجأش لكنه في نفس الوقت جاف وفوقي يضاهي تقريبا نمط الخطاب المعتمد قبل الثورة مع اعتماد ذات الصطلحات المستخدمة في المضمون الخطابي في العهد السابق .

أما على الصعيد الحركي فقد بدت عبير واثقة من نفسها واجاباتها ورؤاها، ويظل أمر التعويل عليها من عدمه رهين تاريخها السياسي وقناعتها التي تبقى هي بدورها رهينة علاقتها الحميمة التي لا تنكر الاعتراف بها وهي حميميتها لنظام زين العابدين بن علي.

مهدي جمعة:

ظهر متقنا للاتصال وعارفا بتقنيات التواصل قولا وحركة وهو الأمر الذي يعود طبعا للفرصة التي حظي بها كرئيس للحكومة وقربه ايضا من عديد الخبراء في الاعلام والاتصال، وكان جمعة ملمّا في نسبة هامة بالقضايا والمسائل العالقة لا سيما في ما يتعلق بالامن والارهاب وكذلك الشؤون الخارجية.

ولكن رغم هذه المزايا الاتصالية فإنه يبدو جليّا للعيان أن جمعة لم يتجاوز كثيرا الحديث بمنطق رئيس الحكومة خاصة وأن خطاب رئيس الجمهورية يجب ان يكون شموليا وليس تقنيا وتوصيفيا لأن ذلك من مهام رئيس الحكومة ووزرائه.

عمر منصور:

اجابات تدور حول الأسئلة دون الاجابة المباشرة وعدم تخطي العموميات مما يظهر المترشح في تصنيف ثان غير الصف الأول الذي يمثله منصب رئيس الجمهورية بما له رمزية واهمية اعتبارية، ربما يظهر عمر منصور في رتبة وزير أو مستشار رئيس دولة أو حكومة.

بالنسبة للحركة الذهنية الجسمانية للمترشح عمر منصور فهي متوسطة او ربما دونها لأن الرجل بدا مرتبكا في مواجهة الاسئلة والكاميرا، وبدا اهتزازه وهو يتلقف الاسئلة ويبحث عن اجاباته.

محمد المنصف المرزوقي:

خطاب عقلاني وسرعة بديهة ووفرة المعلومات والمعطيات بالتوازي مع طرح جديد افرزته الخبرة السابقة في قيادة الدولة وتقلد منصب رئيس جمهورية في فترة مفصلية من تاريخ البلاد.

ويظهر جليا من خلال تقليل حركة الرأس واليدين وغياب الالتفات ودوران الرقبة أن المرزوقي استوعب كثيرا درس الماتراكاج الاعلامي الذي لحقه اثناء ترؤسه للبلاد حول حركاته وسكناته.

وفي الاخير:

-أوزان ثقيلة ألغت الفوارق بين المتنافسين وعمّقت على الناخبين صعوبة الاختيار، ولكن الحصة اظهرت أن مراكمة الخبرة السياسية والحقوقية جعلت من "عبد الفتاح مورو يبدو بارزا نوعا ما عن بقية زملائه ويأتي ثانيا  مهدي جمعة فالمرزوقي فالبقية.

- تسجيل عدم تكافؤ طفيف في مضامين الاسئلة حيال صعوبة بعضها دون أخرى.

قراءة 1017 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…