تحيي تونس وسائر المجموعة الدولية يوم 8 مارس الجاري اليوم العالمي للمرأة الذي ينتظم هذه السنة تحت شعار : " المرأة في القيادة : تحقيق مستقبل متساو في عالم كوفيد -19".
وهي مناسبة هامة تؤكد فبها بلادنا التزامها بالمساواة التامة بين الجنسين ومبادئ التناصف وتكافئ الفرص، في ظل نظام ديمقراطي ضامن للحقوق والحريات دون أي شكل من أشكال التمييز، وذلك وفقا لمقتضيات الدستور ولأحكام القانون الدولي لحقوق الانسان .
لقد حققت تونس - بناء على إرثها الحضاري الإصلاحي - أشواطا هامة على درب حماية حقوق المرأة وتكريسها في التشريع والممارسة ، عبر سن قوانين تقدمية جعلتها نموذجا يحتذى به إقليميا ودوليا.
وأثبتت المرأة التونسية قدرتها على كسب الرهانات القائمة ودورها الحيوي في عملية البناء الديمقراطي وتحقيق السلم الاجتماعي والتنمية المستدامة وبأنها صمام أمان المجتمع وسكانه.
و أكدت الازمة الصحية الراهنة التي يشهدها العالم مع انتشار جائحة كوفيد-19 الدور الريادي للمرأة في مواجهة هذا الوباء وفي قيادتها لحملات التصدي له - حيثما كانت - سواء في محيطها الأسري أو العملي أو الاجتماعي، لتثبت من جديد أنها إحدى مقومات الصمود الأساسية في مجابهة الأزمات.
في المقابل، أسفرت الجائحة عن تداعيات سلبية علىى النساء والفتيات، وشهدنا في مختلف دول العالم ارتفاعا غير مسبوق في معدلات العنف المسلط ضد المرأة بما يؤكد أن هذه الظاهرة بمختلف تجلياتها ما تزال إحدى أكثر الإشكالات تعقيدا التي تواجه المجتمعات الانسانية.
وإزاء هذه التحديات، فإننا مدعوون اليوم جميعا إلى تقييم المنجز وتشخيص الصعوبات ومضاعفة الجهود على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية، وفق مقاربة تشاركية لتفعيل الآليات الضرورية بهدف إشاعة ثقافة حقوق المرأة والوقاية من كافة أشكال التمييز والإقصاء والعنف الموجه ضدها.
وفي هذا السياق، اعترف القرار 2532 الذي اعتمده مجلس الأمن بالاجماع في غرة جويلية 2020 بمبادرة تونسية فرنسية، بالدور الحاسم الذي تقوم به المرأة في جهود التصدي لجائحة كوفيد-19 وكذلك بالأثر السلبي الاجتماعي والاقتصادي الناجم عنها على النساء والفتيات والأطفال و اللاجئين و النازحين وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف مواضع النزاعات والهشاشة بصفة خاصة ودعا الى اتخاذ اجراءات ملموسة لاحتواء هذه الآثار وكفالة مشاركة المرأة مشاركة تامة وفاعلة وعلى قدم المساواة في إعداد وتنفيذ خطة الاستجابة المناسبة والمستدامة للوباء.
كما أنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن تكون تونس من قيادي دول العالم في منتدى "جيل المساواة" الذي سينعقد موفى هذا الشهر بالمكسيك وبباريس خلال شهر جوان 2021 حيث تترأس بلادنا تحالف مجموعة العمل الخاصة ب"التكنولوجيا والإبتكار من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين" بهدف وضع خطة تحرك عملية للفترة 2021-2026 لدعم المساواة ونفاذ المرأة الى التكنولوجيا الرقمية ولا سيما المرأة الريفية ضمن فضاء رقمي مفتوح وآمن للجميع عموما وللمرأة على وجه الخصوص.
إن تونس إذ تحتفل باليوم العالمي للمرأة، لتؤكد عزمها على المضي قدما نحو تعزيز المكتسبات التي تحققت للمرأة التونسية وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والانخراط في جميع المجهودات الدولية الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين .
ولا يفوتها في الختام، أن تحيي المرأة الفلسطينية الصامدة وتدعو المجموعة الدولية إلى تحمل مسؤولياتها قصد حمايتها من جميع أوجه الانتهاكات المرتكبة ضدها من قبل القوات القائمة بالاحتلال وضمان حقها في أرضها واسترداد جميع حقوقها المشروعة وفي مقدمتها انهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.