أشعل مقتل مطرب مشهور فتيل احتجاجات واسعة النطاق في منطقة أوروميا شرقي إثيوبيا.
واحتشد الآلاف من المعجبين بالمغني، هاشالو هونديسا، للتعبير عن حزنهم بعد مقتله في حادث إطلاق نار ليلة الاثنين، بينما كان يقود سيارته.
وكان هاشالو، البالغ من العمر 34 عاما، قد قال في الآونة الأخيرة إنه تلقى تهديدات بالقتل.
وكانت أغاني هاشالو تركز على حقوق عرقية الأورومو، وتحولت إلى أناشيد تصدح بها الحناجر في موجة من الاحتجاجات التي قادت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق في 2018.
وجُرِحَ عدد كبير من الأشخاص في الاحتجاجات التي شهدت "تدميراً هائلاً للممتلكات"، كما قال غيتاشيو بالتشا، المتحدث باسم حكومة منطقة أوروميا الإقليمية، لبي بي سي.
وقطعت السلطات شبكة الانترنت، الثلاثاء، عن مناطق في البلاد مع انتشار الاحتجاجات على مقتله في أوروميا.
فما هي أكبر القوميات والأعراق في إثيوبيا؟
تقول دائرة المعارف البريطانية إن هناك العديد من القوميات في إثيوبيا، مشيرة إلى أن التمايز اللغوي يعد من أبرز أسباب الخلافات في البلاد، إذ يوجد في هذا البلد نحو 100 لغة يمكن تقسيمها إلى 4 مجموعات لغوية رئيسية هي السامية والكوشية والأومية وجميعها من الأسرة الآفرو آسيوية، كما أن هناك مجموعة رابعة تنتمي إلى النيلية وهي جزء من أسرة النيل الصحراء اللغوية.
كما يقول أطلس العالمي إن إثيوبيا تضم القوميات والعرقيات التالية:
الأورومو
تتركز قومية الأورومو في أوروميا بوسط إثيوبيا، ويشكلون نحو 34 في المئة من عدد السكان البالغ نحو 103 ملايين نسمة، وهم يتحدثون اللغة الأورومية، ويعملون بالزراعة والرعي.
ولدى الأورومو تقويمهم الخاص المبني على ملاحظات فلكية. أما التراتبية الخاصة بنظامهم الاجتماعي، المعروف باسم غادا، فتعطي أهمية كبيرة لعامل السن، فعلى رأس الهرم يوجد الأكبر سنا الذين يُنظر إليهم باعتبارهم الأكثر حكمة ولذلك تتم استشارتهم في أوقات الحروب والزواج.
وكانت احتجاجات الأورومو المناهضة للحكومة قد اندلعت في عام 2015 بسبب نزاع بين مواطنين غالبيتهم من عرقية الأورومو والحكومة حول ملكية بعض الأراضي، ولكن رقعة المظاهرات اتسعت لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف.
الأمهرة
وهي ثاني أكبر مجموعة عرقية في اثيوبيا ويتحدثون اللغة الأمهرية، وهي اللغة الرسمية للجمهورية الاثيوبية، ويشكلون نحو 27 في المئة من عدد السكان. وبحسب المعتقد التقليدي فإن أصول الأمهرة ترجع إلى سام الابن الأكبر لنوح الذي وردت قصته في العهد القديم.
ويستخدم الأمهرة الأمثال والأساطير لتلقين التعاليم الأخلاقية للأطفال، ويشتهرون بالمأكولات المليئة البهارات مثل الفلفل الحار والزنجبيل والثوم، وهم من أكثر الناس استهلاكا للقهوة.
وهناك شيء مثير يتعلق بالأمهرة فأعضاء العديد من المجتمعات الرعوية والريفية لا يحبون ارتداء الأحذية، ولديهم نظام أبوي يشتهر بقوامة الرجال على النساء في مجتمعهم.
التيغراي
يشكل التيغراي نحو 6.1 في المئة من الشعب الإثيوبي وأغلبهم يعيش في شمال البلاد، وهم مولعون بالشعر والألغاز وقصص التسلية.
ولتسمية الطفل لديهم طقوس مهمة، فالتسمية بمثابة آلية جعل الطفل عضوا في مجتمع التيغراني، والطفل الذي يموت قبل تسميته لا تقام له جنازة.
القومية الصومالية
يشكل الصوماليون أيضا نحو 6.1 في المئة من تعداد الشعب الإثيوبي، وهم يتركزون في منطقة أوغادين كما ينتشرون في أنحاء البلاد.
وتنقسم القومية الصومالية إلى عشائر، وتعد العشيرة جزءا مهما من ثقافتهم، والإسلام هو الدين المهيمن بينهم.
وفي الثقافة الصومالية فإن اليد اليمنى هي النظيفة، أما اليسرى فينظر إليها على أنها محرمة.