طباعة

ضم الضفة الغربية: هل يمكن للعرب إفشال الخطة ؟

ياسمين نيوز: رضا الزعيبي

علقت صحف عربية على نية إسرائيل ضمَّ أجزاءَ من الضفة الغربية وغور الأردن، إذ عقد عدد من وزراء خارجية الدول العربية البارحة الثلاثاء 7 جويلية2020 اجتماعا - بدعوة من الأردن - عبر تقنية الفيديو كونفرانس، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وعملية السلام.

وأكد كُتّاب أن إسرائيل لا تزال تبيّت النية لإجراء علمية الضم، وحذر آخرون من الوثوق بالولايات المتحدة في هذا الملف، كون واشنطن هي من تبنت وأعلنت ما يُسمى بـ "صفقة القرن".

"بإمكاننا أن نفشل الضم"

تحت عنوان "الدبلوماسية العربية والتحرك المنتظر"، يعلق عبد الرحيم جاموس في موقع دنيا الوطن الفلسطيني على الاجتماع : "يأتي هذا المؤتمر بعد أن عبر كل من الشعب الفلسطيني وقيادته، عن رفضهم المطلق لهذه السياسات المستندة إلى تنفيذ ما تضمنته ( صفقة القرن بدعم إدارة الرئيس دونالد ترامب) من جانب واحد، التي تتجافى وتتعارض وقواعدَ القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية كافة، التي عنيت بحل بالصراع العربي الفلسطيني مع المشروع الصهيوني، كما تمثل تدميرا كاملا لكافة الجهود العربية والدولية، التي بذلت من أجل التوصل إلى تسوية سياسية دولية مقبولة".

ويقول: "تأتي دعوة المملكة الأردنية الهاشمية لعقد هذا الاجتماع اليوم، ليضع خطة التحرك السياسية والدبلوماسية العربية، لمواجهة خطة الضم وخطة صفقة القرن، ودعم الموقف الفلسطيني الرافض لها، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهتها، والعمل على تطوير الموقف الدولي الرافض لها..."

ويضيف أن الاجتماع يمثل كذلك ضغطا على إدارة الرئيس ترامب، "للتخلي عن خطة صفقة القرن، والإقرار بالالتزام بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كمرجعية لأية عملية تفاوض

ويعرب الكاتب عن أمله، قائلا: "هذا ما نأمل أن يصل إليه اليوم مؤتمر عمان من قرارات ونتائج مهمة، تُثمر هذه المواقف العربية والدولية في مواجهة خطة الضم، وتعيد الاعتبار لعملية السلام شكلا وموضوعا".

كما يؤكد أن هذا المؤتمر من شأنه أيضا أن ينهي الموقف الأمريكي المتفرد بعملية السلام، "الذي ثبت انحيازه وعدم موضوعيته للقاصي والداني، وقد ثبت تجاوزه للأسس والمرجعيات القانونية والسياسية، التي يجب أن تحتكم إليها أية مفاوضات بشأن كافة مواضيع التسوية النهائية".

وفي صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية، يقول باسم برهوم: "لا يبدو أن الصحوة قريبة للأمة العربية، بل العكس، فالمرشح أكثر هو مزيد من التقهقر والانحطاط مع الأسف الشديد".

ويرى أن "الصمود على الأرض ووحدة وصلابة الموقف هي المعيار، كما لا يجب أن يغيب عنا أن الجماهير العربية هي في غالبيتها العظمى مع هذا الموقف، ومع هذا الصمود".

ويقول: "إن العالم باستثناء إدارة ترامب، هو ضد مشروع الضم. إن التظاهرات التي تشهدها عواصم العالم اليوم لرفض الضم، هي أمر إيجابي ومؤثر".

ويؤكد الكاتب أن "المهم أن نستخدم ما لدينا من أوراق بطريقة صحيحة وفي التوقيت الصحيح، ومثلما أفشلنا ورشة المنامة وعطلنا صفقة القرن، بإمكاننا أن نُفشل الضم، فالنصر هو صبر ساعة، وهذه الساعة الحاسمة تحتاج ألا نقع في حبائل شائعات وأكاذيب الماكينات الصهيونية، والمتعاونين معها من المرتعدين العرب".

"كلفة الصمود"

وتحت عنوان "الضم أُقرَّ مبدئيا ...وخُبث أمريكي-إسرائيلي في آلية التطبيق"، يحذر راسم عبيدات في جريدة القدس الفلسطينية من الوثوق في الولايات المتحدة.

يقول الكاتب: "علينا أن نكون حذرين جدا، وأن لا نثق بالمطلق بأية مشاريع أو حلول أمريكية، فأمريكا ليست فقط منحازة تاريخيا لدولة الاحتلال، بل هي شريك مباشر في العدوان على شعبنا، فخرائط ومشاريع الضم، أمريكا قبل إسرائيل هي من تقرها".

ويرى أن "صلابة الحلقة الفلسطينية وتوحدها، وامتلاكها لرؤية واستراتيجية واضحتين، وبرنامجا وطنيا متفقا عليه، مع فتح للقرار والخيار الفلسطيني على أرحب فضاء عربي-إسلامي، وبما يشمل كل دول وحركات محور المقاومة العربي-الإسلامي، في هذه المرحلة هام جدا لمن يريد إفشال مشاريع ومخططات الضم".

ويؤكد أن "كلفة الصمود والمقاومة أقل بكثير من كلفة الاستسلام، وتجارب الشعوب والدول تقول بصوابية هذا النهج والخيار".

ويختم مقاله بالقول: "لا يكفي أن تكون قضيتنا عادلة ومتفوقة أخلاقيا، فهذا العالم لا يحترم سوى القوي ولغة القوة، ولذلك يجب أن يكون خلف قضيتنا حلفاء أقوياء. اثنان وسبعون عاما ونحن نشتري الوهم والخداع، والتضليل والبيانات والشعارات الزائفة، من دول أوروبا الغربية الاستعمارية بدون أي ترجمات عملية، في حين يقدمون لدول الاحتلال كل أشكال الدعم واستمرار احتلالهم لفلسطين".

وفي السياق ذاته، يقول محمد سلامة في الدستور الأردنية إن "حكومة بنيامين نتنياهو فشلت، في حشد التأييد الأوروبي والعالمي، لمشروع خطة الضم للأغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية، ولم تحصل على الضوء الأخضر الأمريكي...".

وأشار الكاتب إلى وجود أعمال "عدائية"، يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية.

ويرى أن الفلسطينيين "لن يسمحوا لأي قوة من المستوطنين، مهما بلغت، أن تصادر أو تستولي على أملاكهم، وأن إفشال مشروع الضم دون إعلان سوف يكون على أيدي أصحاب الأرض الأصليين، فالمعركة مع جيش المستوطنين لن تتوقف، إلا بزوال أطماعهم ونهاية الاحتلال، عن كامل الضفة الغربية بما فيها القدس".

قراءة 1058 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2020 08:08
الدخول للتعليق
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…