تسارعت وتيرة سيطرة حركة طالبان على أفغانستان خلال الساعات الأخيرة، إذ سيطر مقاتلوها على العاصمة كابول.
وانهارت الحكومة الأفغانية مع فرار الرئيس أشرف غني إلى الخارج.
وانزلقت كابول في حالة من الفوضى، حيث حاول سكان محليون والمواطنون الأجانب الفرار.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن جميع موظفي سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول أصبحوا الآن في المطار الدولي، على استعداد للسفر جواً إلى خارج البلاد في الساعات المقبلة.
وبالنسبة للعديد من الأفغان، كان يوم الأحد مفزعا، فقد شهد عودة طالبان بعد ما يقرب من 20 عاما من الإطاحة بهم، من قبل تحالف تقوده الولايات المتحدة.
وكانت كابول آخر مدينة رئيسية في أفغانستان تصمد أمام هجوم طالبان، الذي بدأ قبل أشهر لكنه تسارع في غضون أيام.
وتمكنت الجماعة من تعزيز سيطرتها الآن مع انسحاب غالبية القوات الأجنبية.
ودافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قائلاً إنه لا يستطيع تبرير "وجود أمريكي لا نهاية له وسط صراع أهلي لدولة أخرى".
أمرت طالبان مقاتليها بدخول كابول، يوم الأحد، بعد أن أوقفتهم في وقت سابق في ضواحي المدينة.
وقالت طالبان إن المسلحين دخلوا لمنع الفوضى والنهب، بعد أن غادرت قوات الأمن أجزاء من كابول.
وأظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة مقاتلين داخل القصر الرئاسي، وهم يلوحون بالبنادق.
وقال متحدث باسم الجماعة في وقت لاحق لقناة الجزيرة: "الحرب انتهت".
وجاء تقدم طالبان إلى كابول بعد فرار الرئيس غني إلى خارج البلاد.
وفي منشور على فيسبوك موجه إلى الشعب الأفغاني، قال غني إنه اتخذ القرار الصعب بالمغادرة لتجنب إراقة الدماء في العاصمة.
وقال إن "طالبان انتصرت بحكم السيف والبندقية، وعليهم مسؤولية حماية شرف وازدهار واحترام الذات لمواطنينا".
وانتقد مسؤولون آخرون الرئيس غني لفراره من البلاد.
وقال عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان: "الله سيحاسبه والأمة ستحكم عليه".
ساد الذعر في كابول مع اقتراب طالبان من تحقيق النصر. وتوجه سكان إلى المطار وتركوا السيارات وشقوا طريقهم سيرًا على الأقدام، في محاولة يائسة للخروج من البلاد.
جلاء الأجانب
تسخدم دول عدة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا، طائرات عسكرية للمساعدة في جهود إجلاء رعاياها من أفغانستان، بالإضافة إلى المواطنين الأفغان الذين عملوا معها.
ونشرت الولايات المتحدة الآلاف من القوات للمساعدة في إجلاء رعاياها، والأفغان الذين ساعدوا في مهمتها.
وتأتي خطط الإجلاء في أعقاب سيطرة طالبان على كابول، تتويجا لأسبوع من التقدم السريع عبر أفغانستان.
وسُمعت طائرات هليكوبتر تقل أفراد السفارة الأمريكية في سماء المدينة يوم الأحد، ووردت تقارير عن تصاعد الدخان بالقرب من مجمع السفارة مع تدمير وثائق مهمة.
وقالت الولايات المتحدة إنه بالإضافة إلى إجلاء الآلاف من مواطنيها وغيرهم، فإنها ستسرع بإجلاء الأفغان المؤهلين للحصول على تأشيرات أمريكية خاصة.
كما نشرت بريطانيا حوالي 600 جندي للمساعدة في مهمة الانسحاب الخاصة بها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن أولويته هي إخراج المواطنين البريطانيين و"كل أولئك الذين ساعدوا جهود بريطانيا على مدى 20 عامًا" من أفغانستان "بأسرع ما يمكن".
ودعا الدول "المتشابهة في التفكير" إلى العمل معًا، وعدم الاعتراف بأية حكومة جديدة دون اتفاق.
كما تقوم دول أخرى بإجلاء رعاياها وتقليص وجودها في أفغانستان، وفي بعض الحالات تغلق سفاراتها تمامًا.
في غضون ذلك، صدر بيان مشترك عن أكثر من 60 دولة جاء فيه أن المواطنين الأفغان والأجانب الذين يرغبون في مغادرة أفغانستان يجب أن يكونوا قادرين على القيام بذلك.
وحث البيان حركة طالبان على السماح لهم بالرحيل، داعيا "من هم في مواقع القوة والسلطة في جميع أنحاء أفغانستان إلى تحمل المسؤولية والمساءلة، من أجل حماية الأرواح البشرية".
وأضاف البيان أن الشعب الأفغاني "يستحق أن يعيش في أمان وأمن وكرامة".