قطاع التبريد والتكييف في خطر وعلى الدولة الاسراع في تنظيمه
تجتاح تونس كغيرها من العديد من بلدان العالم موجة حرّ شديدة مما أدّى الى ارتفاع الطلب على اجهزة التبريد والتكييف المنزلية والقطاعية .
لا يخفى على أحد أن قطاع التبريد شهد عالميا تغييرات جذرية بعد تطبيق بروتوكول مونتريال وتعديلاته واخرها تعديل " كيغالي "، الذي دخل خيز التنفيذ غرة جانفي2019 و الذي امضت عليه الى حدود شهر جوان الماضي 135 دولة . ويدعو الى التخفيض التدريجي من استعمال سوائل التبريد التي تحتوي على الفليور والتي من شانها ان تتسبب في الاحتباس الحراري، لتجنب ارتفاع درجة حرارة الأرض الى 0٫5 درجة مئوية بحلول 2100 .
ينص تعديل "كيغالي"على منع تصدير المواد الهيدروفليوكربونية الى البلدان الغير موقعة. وقد تم تصنيف 18 مادة تحت الرقابة في بروتوكول مونتريال .
اتفاقيات دولية عديدة متعلقة بالبيئة دعت الى التخفيض من جميع المواد المستنفدة لطبقة الاوزون وغيرها من الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري والقضاء عليها تماما في نهاية المطاف. اذ اثبتت دراسات معمقة قام بها برنامج الامم المتحدة للبيئة ان المواد المستعملة سابقا في سوائل التبريد (HCFC;CFC ; HFCs) لها اثارسلبية على المناخ والطاقة وتساهم في الاحتباس الحراري لذلك تم التوجه الى التخفيض في مواد الهيدروفلوروكربونية لتعويض (CFC ; HFC) بغازات صديقة للبيئة.
ان التحكم في قطاع التبريد والتكييف يعني المحافظة على جميع القطاعات الى جانب التزام تونس بتعهداتها الدولية . اذ مثلت مواد HFC حوالي 4% من جملة الغازات الدفيئة بتونس سنة 2020.
وقد بين منسق الوحدة الوطنية للأوزون بالوكالة الوطنية لحماية المحيط يوسف الهمامي ان تونس قامت بعديد الاجراءات التي من شأنها الحد من استعمال سوائل التبريد الفيولورية المراقبة في بروتوكول مونتريال من اجل الحد من الاثار السلبية على المناخ وعلى طبقة الاوزون اهمها السعي الى ارساء نظام وطني للإشهاد في قطاعي التبريد والتكييف حتى يحصل جميع الفنيون والشركات العاملة في القطاع على الاشهاد من اجل تحكم اكبر في استعمال هذه المواد ولم يبقى سوى الإطار القانوني حتى يصبح سارية المفعول .
واضاف الهمامي ان تونس تسعى ايضا الى ارساء نظام وطني لاستعادة ورسكلة واعادة تدوير سوائل التبريد الفيولورية المستعملة واعادة ضخها من جديد وهو ما سيمكن تونس من التقليص من وارداتها من هذه الغازات وذلك بتركيز وحدتين للرسكلة بكل من تونس وصفاقس . وقد تم خلال سنة 2021 الى غاية جوان 2022 تكوين 180 فني من كامل تراب الجمهورية لتعزيز القدرات الفنية الوطنية للفنيين على التصرف الرشيد و التعامل الآمن مع وسائل التبريد والتكييف. هذا الي جانب التكوين المستمر للفنيين في مراكز التكوين المهني ٫ وانشطة اخرى شملت دورات تدريبية لفائدة اعوان المراقبة بالديوانة التونسية .
ان هذا الاهتمام والتركيز الكبير على قطاع التبريد والتكييف يعكس اهميته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة و محاربة الجوع والفقر، كما سيسهم في تخفيض الطلب على الطاقة، مع تحسين عمليات التبريد، شريطة تزويد الكفاءات التونسية والفنيين بالتدريب المطلوب لتنفيذ هذه العملية.
فقد حتمت التغيرات المناخية على جميع الناس الالتجاء الى التبريد والتكييف الذي لم يعد رفاهة بل أصبح ضرورة ملحة وذلك بالانتقال السلس الى التكنولوجيات الحديثة دون الاضرار بالاقتصاد الوطني والمحافظة على رفاهية الانسان وتلبية متطلباته الحياتية.
تعتبر وسائط التبريد البديلة صديقة للبيئة وليس لها تاثير على طبقة الاوزون ولها امكانية منخفظة في الاحتباس الحراري ولكنها شديدة الخطورة.
اذ اطلقت المهندسة في الطاقة ورئيسة الجمعية التونسية لتبريد ولتكييف الهواء والعضو في المكتب التنفيذي لاتحاد الجمعيات الافريقية الناشطين في قطاع التبريد والتكييف روضة المسعودي صيحة فزع ورسالة الى جميع المتدخلين في قطاعي التبريد والتكييف من فنيين وشركات مصنعة للاجهزة والقطاعات المستهلكة لاجهزة التبريد والتكييف من فلاحة وصناعة وصحة وادارات وحتى المواطن العادي ومكونين من اجل تنفيذ آمن و جيد لوسائط التبريد الهيدروكربونية في قطاعي تبريد وتكييف الهواء .
وقالت المسعودي إن معدّات التبريد المستعملة لغازات وسوائل التبريد الجديدة : R600a ; R290 ; R1234yf ;R744 ; R717 كلها غازات مخطرة إذا لم يتمّ التعامل معها بحذر.
فبالرغم من أنها صديقة للبيئة وتساهم في الحد من نسبة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري والمحافظة على ترشيد استهلاك الطاقة إلا أن لها عيبا وخطورة كبيرة على المستعمل النّهائي لسوائل واليات التبريد و كذلك على التقني الذي هو في الواجهة الأولى في هذا القطاع و هي ان لها قابلية كبيرة للإشتعال و يمكن ان تنفجر قي ظل ظروف معينة وفق تصريحها.
و دعت المواطنين الى اخذ الاحتياطات اللازمة في تعاملهم مع اجهزة التبريد والتكييف شانها شأن تعامله مع قارورة الغاز الطبيعي والحذر كل الحذر من احتمال حصول انفجارات اكيدة في البيت اذا لم يتم استعمالها بالطرق المثلى وتطبيق القواعد الصحية اللازمة.
اتحاد جمعيات الافريقية لتبريد وتكييف الهواءU-3ARC أصدر هو ايضا رسالة مفتوحة الى كل مستعملي سوائل التبريد والتكييف وحكومات الدول ونبه من استعمال هذه الغازات و ما سينجر عنها من انفجارات وحرائق ممكنة في جميع القطاعات المعنية بوسائل التبريد والتكييف.
راضية الشرعبي صحفية مستقلة