نظمت وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي اليوم الأربعاء 19 ديسمبر 2018 بنزل سقانص بالمنستير يوما إعلاميا خصص لعرض منوال التصرف المندمج والتشاركي المعتمد في جزر قوريا بالتعاون مع مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة وجمعية أزرقنا الكبير.
تهدف التظاهرة إلى إلقاء الضوء على أهمية المقاربة التشاركية مع مكونات المجتمع المدني التي أرستها الوكالة في مجال التصرف في المحميات البحرية والساحلية من خلال عرض تجربة التصرف الثنائي في جزر قوريا بالشراكة مع جمعية أزرقنا الكبير بالمنستير والتي أفضت عن نتائج إيجابية وإنجازات متميزة.
كما تطرق اليوم الإعلامي إلى أهمية اعتماد التصرف المندمج الذي يأخذ بعين الاعتبار جميع المكونات ويجمع مختلف الأطراف المتدخلة.
وشمل برنامج التظاهرة عرضا حول الثراء الطبيعي والإيكولوجي بجزر قوريا والتنوع البيولوجي البري والبحري الذي تزخر به إضافة إلى أهميتها كموقع لتعشيش السلحفاة البحرية ضخمة الرأس. كما تم التطرق إلى الدور الذي يضطلع به مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة في دعم التصرف في المحميات البحرية والساحلية بصفة عامة وفي جزر قوريا بصفة خاصة.
وتعتبر جزر قوريا من المناطق ذات الأولوية في مجال الحماية حيث برزت من بين المناطق الأربعة التي صادق عليها المجلس الوطني للمساحات المحمية البحرية والساحلية يوم 12 جوان 2017 لتحويلها إلى محميات بحرية وساحلية من جملة 12 منطقة اقترحتها وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي.
وتبعد جزر قوريا حوالي 18 كلم على سواحل مدينة المنستير، التي تزخر بثراء بيئي و بحري لا سيما تعشيش السلاحف البحرية المهددة بالانقراض ومحطة هامة للطيور المهاجرة من نوع ''الخرشنة الصغيرة'' و ''كروان الماء''
مع العلم هذه السلاحف البحرية تجوب مختلف البحار و تعود بعد سن البلوغ عن سن يناهز 25 سنة فما أكثر للتعشيش في نفس نقطة الانطلاقة بجزر قوريا التي تعد المكان الملائم والوحيد في سواحل تونس لتعشيش السلاحف البحرية بانتظام.
وأفاد ممثل ممثل وحدة التصرف في المحمية البحرية والساحلية بجزر قوريا، أن الجزر قد سجّلت هذه السنة 46 عش لسلاحف بحرية، وهو رقم قياسي منذ حوالي 20 سنة.
و تعمل وحدة التصرف في المحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا المحدثة في جانفي 2017، بوكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي والمكلفة بالتصرف وبحماية جزر قوريا المزمع اعدادها كمحمية بحرية وساحلية، بالتعاون والشراكة مع جمعية ''أزرقنا الكبير''، حيث تم إبرام عدة اتفاقيات شراكة بينهما و بين ممولين دوليين لتنفيذ عدة مشاريع بيئية لحماية جزيرتي قوريا الصغرى 70 كلم مربع وقوريا الكبرى 270 كلم مربع، فضلا عن حماية محيطهما على مساحة 15000 كلم مربع.
و قد تم في مرحلة أولى لحماية جزر قوريا، تركيز مركز للدراسة والتكوين حول السلاحف البحرية في انتظار تنفيذ مشروع دراسة الخرائط البحرية بكلفة 300 ألف دينار، ومشروع دعم التصرف في المحمية البحرية بجزر قوريا بكلفة تناهز 600 ألف دينار، ممولين ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة وعلى امتداد سنوات 2018 و 2019 و2020.