اكد الفنان التشكيلي الطاهر عويدة في افتتاح معرضه الشخصي “انشودة الحياة” برواق “صلاح الدين” بسيدي بوسعيد وفي لقائه بأصدقائه من متتبعي فنه من اعلاميين وفنانين انه تفاجأ لاقبال الجمهور الضعيف على أروقة ومعارض الفنون التشكيلية وان المقبلين كانوا نوعا من الرسامين والأصدقاء الإعلاميين والفنانين، حيث كان ينتظر اقبالا كبيرا بعد غياب عن العرض في العاصمة دام اكثر من سنين، وهو يدعو الجمهور الى زيارة معرضه للنقاش والنقد والتحاور حول أوضاع القطاع الفني التشكيلي ومجال الابداع. يقول الطاهر عويدة انه تعب كثيرا بدنيا وماديا في نقل معدات ولوحات معرضه من جربة الى تونس لكنه سعيد بهذا التعب وبالعمل الذي قدمه للجمهور والذي قام باعداد اغلبه في فترة الحجر الصحي، وهو ليس من بواكير اعماله وانتاجه، خصوصا انه اعتمد فيه لأول مرة تقنيات جديدة، ويبقى سعيدا بتقديمها للجمهور في ظل اطار موضوعي يعيشه الفنان وفي فترة صعبة كهذه ومناخ لا يساعد حقيقة على الابداع والإنتاج واهتمام الناس بمشاغل أخرى بعيدا عن الاروقة والثقافة. ونبه عويدة في كلامه الى أهمية الطرح وتوظيف العمل الثقافي في خدمة الاقتصاد الوطني كجزء من المحاور التي عمل عليها في معرضه مستعملا تقنيات في متناول أي فنان باشياء ومواد واصباغ غير مكلفة ودون اللجوء الى استيرادها من الخارج، وهو ما يلاحظ في معرضه من وسائل مختلفة من محامل من خشب ونسيج يدوي تقليدي الى “جرود” كان يرى انها فرصة للنقاش فيها مع المولعين بالتجديد في الفنون التشكيلية. يعيد الطاهر عويدة قوله انه في نهاية 2019 بدا رحلته مع اعداد معرضه في راوقه الخاص بجزيرة جربة وخاصة في فترة الحجر الصحي وقد ركز فيها على اللون الأزرق، لون البحر، اللون الذي افتقده كثيرا واراد ان يطفو به الى السطح ويخرج به من اعمقه في الحياة والحركة مجسدا إياه في تباين بعديد لوحاته بقوة صارخة، وتناول محور الأرض والبيئة والضرف الذي نمر به، فهناك لوحات تناولت الحجر الصحي كلوحة “صمت المدن” و”شرارات” و”الحجر الصحي” وهو تناول حول الهاجس البيئي لدى الفنان. اصر الفنان عويدة على تأكيد اختياره طوعا هجر المدينة والعاصمة للاستقرار في ربوع الجنوب التونسي الكبير الزاخر بكل مقومات المساعدة على الابداع.. وهو يدعو الفنانين الى السفر والتنقل لكي يجوبوا تونس في اعماقها بعيدا عن فكرة الفرص المتاحة بالعاصمة من دعم مغارة “علي بابا” الوزارة الحل السحري للمساعدة على الابداع والإنتاج.. ويعتبر ان الفن مقاومة بكل العوامل الاقتصادية والصحية وهو السلاح الوحيد لبناء المستقبل دون اللجوء الى الوزارة لطلب الدعم المسؤولية التي تتحملها الدولة لمشروع الفنان الإنساني للتعريف بتونس وثقافتها ومخزونها الثقافي التراثي الحضاري. متابعة وصور دنيا علي غويلي
|