في إطار الإعلان دليل التحقق من المعلومات: عودة على بعض التجارب التونسية
صدر ضمن منشورات مؤسسة فريدريش نومان والجمعية التونسية للحوكمة الإلكترونية "دليل التحقق من المعلومات: كيف نتحقق من المعلومات في عصر الأخبار الزائفة؟" للدكتورة نهى بلعيد (جامعية وصحفية بمؤسسة Espace Manager). وعقدت في هذا الإطار ندوة حول مدى الثقة في وسائل الإعلام في سياق الأزمة الوبائية الراهنة.
وأدار هذه الندوة السيدة وصال حسناوي (أستاذ جامعية وخبيرة في الإعلام) والسيد عماد قطاطة (رئيس تحرير إذاعة إي أف أم) والسيدة أمل صامت (رئيسة تحرير جريدة حقائق أونلاين). كما شارك في هذا النقاش ثلة من الخبراء: الأستاذ الدكتور رضا نجار (صحفي وجامعي) ، والسيدة إخلاص لطيف (نائب رئيس تحرير بيزنس نيوز) ، والسيد إليس جراية (مدير الاتصال مؤسسة التلفزة التونسية) ، والسيد إبراهيم بوغانمي (رئيسة التحرير منصةTrust New ) والسيدة آية الأحمد مديرة مشروع TuniFactالتابع لـلنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. وسلط المحاضرون والحاضرون الضوء على التجارب التونسية في مجال محاربة الأخبار الزائفة وأهم العراقيل والمشاكل، مذكرين بأن التحقق من المعلومات مهمة مجتمعية.
ويأتي هذا الدليل استجابة للواقع الإعلامي الحالي مع انتشار الميديا الاجتماعيّة وتعدّد وسائط التواصل، حيث اجتاحت عاصفة من الأخبار الزائفة هذه الوسائل الحديثة، لتنتقل فيما بعد إلى وسائل الإعلام التقليديّة. ففي عصر اندماج وسائل الإعلام، تتجاوز المعلومة اليوم، العالم الافتراضي لتنتشر بسرعة على أرض الواقع.
وقد اكتسحت الأزمة الوبائية العالم بأسره وحبست أنفاسه، وشلّت مختلف مناحي الحياة، ورافقها الانتشار السريع للمعلومة في عصر التكنولوجيا الرقميّة، ممّا جعل مصداقيّة وسائل الإعلام التقليدية محلّ نقاش عامّ. فلقد ساهم الوضع الوبائيّ في انتشار الأخبار الزائفة، إلى درجة أنّ البعض اعتبر فيروس كورونا سلاحًا بيولوجيًا تمّ تطويره بأحد المختبرات البحثيّة الصينيّة أو هو شيء اختلقه بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، من أجل الاستفادة من تسويق اللقاح المحتمل. وليست هذه الأخبار إلاّ جزءا من وباء المعلومات الذي نعيش على وقعه منذ ظهور هذا الفيروس. وعادة ما يساهم المؤثّرون في الرأي العامّ على غرار السياسيين ورجال الأعمال والتجّار، في الترويج للأخبار الزائفة من أجل الدفاع عن مصالحهم. وقد يتحوّل الصحفيّ أيضا إلى عنصر فاعل في عمليّة الترويج للأخبار الزائفة، وهو ما من شأنه أن يمسّ من مصداقية الوسيلة الإعلاميّة الـتي يعمل بها، أمام الرأي العامّ. فكثيرا ما تبثّ وسائل الإعلام العديد من الأخبار الزائفة عن قصد أو عن غير قصد. وهو ما يدفعنا من خلال هذا الدليل إلى النظر في مدى مسؤولية الصحفي لمجابهة الأخبار الزائفة سواء من الناحية الأخلاقيّة أو من الناحية القانونيّة.
ومن هذا المنظور، فإنّ هذا الدليل موجّه إلى كلّ الفاعلين في مجال الإعلام والراغبين في التمكّن من الخطوات الأساسيّة والأدوات والتقنيات الضروريّة للتحقّق من المعلومات قبل نشرها، على غرار أساتذة وطلبة الإعلام والصحفيين المهنيّين ونشطاء الميديا الاجتماعية والمواطنين، حتّى يساعدهم على بناء قدراتهم في هذا المجال.
وينقسم هذا الدليل إلى أربعة فصول تجمع بين النظريّ والتطبيقيّ. ويتخلّل كلّ فصل جملة من التمارين التطبيقية التي يمارس من خلالها القارئ المكتسبات النظريّة. كما يطمح هذا الدليل إلى تنمية قدرات الصحفيين وتعزيز غرف الأخبار من أجل محاربة الأخبار الزائفة، ولم لا تكوين فريق خاصّ بمقاومة الأخبار الزائفة في كلّ مؤسسة إعلامية.
الموقع: tunisia-fact-checking.com
صفحة الفايسبوك الخاصة بهذا الدليل: https://www.facebook.com/tunisiaFactChecking/