jasminsnews - موقع اوذنة الأثري مكان مميز في جغرافية تونس

موقع اوذنة الأثري مكان مميز في جغرافية تونس


تونس 21/2/202 ياسمين نيوز محمد شحادة
على بعد ثلاثين كيلومترا جنوب غرب تونس في ولاية بن عروس يتربع موقع اوذنة الأثري، الذي يعتقد بأنه كان مدينة حضرية متكاملة بمعالمه الرئيسية، بداية بمعبد الكابيتول الروماني الكبير والذي يميز على أنه الاعظم أفريقيا المتميز ببنائه الضخم الثلاثي المعابد مكون من طابقين وقاعاته الكبيرة وبيوته المتسعة، وحتى بفسقياته السفلية لسد الحاجة من الماء ،وباعمدته التي تعلو المبنى ليشرف على المدينة بكاملها .
يليهالمدرج الدائري شمال المدينة ،مكون من جزئين سفلي وعلوي تعلوه المدارج ،رغم تأسيسه في منخفض محفور ، يخيل لك انك في مدينة وحدها ،مبني بطريقة هندسية غاية في الدقة .
يلي ذلك الحمامات العمومية الكبرى مكونة من جزئين سفلي وعلوي، خزانات المياه وغرفالخدمات في الاسفل يعلوه منبسط كبير وواسع مبني بتصميم دقيق ايضا ،وتعرف الغرف الساخنة من ارضيتها المستندة لركائز قرميدية او صخور بركانية تسمح بتمرير الهواء الساخن خلالها، فيما الغرف الباردة تشمل قاعة كبرى حيث بركتهالا تزال قائمة رغم انهيار السقف .
يليه ذلك غير بعيد قرب الحمامات عائلة لابيري وهو بيت فخم لعائلة ثرية بنته ليكون اجمل بيت حوله فناء واسع وحديقة وعددا من البيوت ،ويشتمل على صالات كبيرة تزين ارضيتها لوحات فسيفسائية تخبرك تفاصيل جني العنب او أخرى لطرق الصيد بمختلف أنواعها البرية والبحرية ،وللعائلة حماماتهاالخاصة ايضا تزين قاعدتها الباردة لوحة فسيفسائية تمثل ساحر الحيوانات ،وهناك منازل فخمة أخرى.
وفي الحمامات الكبرى ايضا حمامات لملائكة الحب التي تتواصل بها الحفريات التي لم تكتمل بعد ، وهناك أيضا الصهاريج الكبرى والتي تملؤها مياه العيون بواسطة قنوات علوية لتزويد المدينة ،تخزن في صهاريج جنوب المدينة ، وهناك فسقية كبرى في مبنى الكابيتول .
واهم ما يميز الموقع قنوات جر المياه العلوية او الحنايا وتعبر عن عبقرية بانيها، وهي عبارة عن شبكة واسعة من قنوات تجميع مياه العيون وهي طويلة جدا لعدة كيلومترات وتتفرع لقناتين إحداها لتزويد قرطاج بالمياه ،والأخرى حسب سيرها في منطقة وادي الليل تذهب لموقع اوتيك الأثري، ولكن وبكل اسف فقد ساهمت عوامل عديدة في تدمير كيلومترات من تلك القنوات العلوية منها العوامل الطبيعية ،واسوئها ما يفعله الجاهل بنفسه وهو الإنسان الذي يجهل أهميتها وهندستها ثم القصف الألماني ابان العالميةالثانية بالطيران لمعسكر فرنسي أقيم في موقع اوذنة .
ورغم جمال وسحر الموقع الا ان تدخل الدولة لإعادة هذا الموقع بطيئة نسبيا تذرعابنقص المال ،فيما لم ترحم جمالية المشهد تثبيت أوراق الموقع على لائحة التراث العالمي باليونسكو ،ولا يزال حسب الحفريات الجزء الاعظم من المدينة تحت الأرض بفعل زلازل وبراكين وفياضانات ،فيما تفكر وزارة الشؤون الثقافية التونسية في أحداث تظاهرات ثقافية كالمهرجانات الفنية والغنائية والموسيقية ،وفتح أبواب الموقع للعموم لإحداث موارد مالية قد تسهم في إكمال الحفريات، علما ان الوصول للموقع عبر المواصلات العادية ليكون في متناول الجميع غير متوفرة .

قراءة 1761 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…