jasminsnews - ناصيف زيتون يحطم كل الأرقام القياسية في قرطاج

ناصيف زيتون يحطم كل الأرقام القياسية في قرطاج

حالة من الدهشة تعتريك وأنت تعبر الطريق المؤدية إلى المسرح الروماني بقرطاج. السادسة مساء. مازالت خيوط الشمس الذهبية ترسل حريقها. صفوف طويلة ومعها لحظات الانتظار تصبح صعبة. لا. ليس الانتظار هو الصعب ولا هو متعب. بل شغف اللقاء والإحساس باللاّ صبر التي يمكن أن تشعر بها عاشقة وهي تستعد للقاء حبيب العمر. يتوقف الزمن فجأة. تتسارع دقات القلب بأكثر قوة من دقات الساعة المزعجة
القصة مع "ناصيف زيتون" تشبه هذا كثيرا. فمن يمكنه أن يتحمل مرارة الانتظار إن لم يكن من أجل "أمر" يستحق العناء...

ناصيف زيتون صاحب اللقب في برنامج “ستار أكاديمي” كان من المتخرّجين القلائل الذين شقوا طريقهم الفنّي وصمدوا أمام المنافسة الكبيرة بفضل حسن اختياراته الموسيقية وإحساسه العالي وصوته المتميز إلى جانب إدارة أعمال ناجحة قادته إلى النجومية ليتصدر قائمة الفنانين ويصبح “فنّان صفّ أوّل”.

 

وقد استهلّ الشاب السوري الذي لم يتجاوز عمره الـ31 سنة، حفله بتحيّة خاصة للجمهور التونسي الذي منحه بطاقة  العبور على نفس المسرح سنة 2017، قائلا إنّه “يرتجف أمام هذا الجمهور الكبير المحبّ للفنّ والصعب في نفس الوقت” ناعيا الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، ثمّ سرعان ما انغمس في إطراب الحاضرين بأجمل أغانيه الرومانسية والشبابية.

 

واختار ناصيف زيتون أن يراوح بين أعماله القديمة والجديدة على غرار “مش عم تزبط معي”  “ونامي على صدري ” و “على أي أساس” و”تجاوزت حدودك” و”تكّة” و”بربك” و”كلو كذب” وغيرها من الأغاني التي حققت نجاحا قياسيا واحتلت المراتب الأولى على المنصات الرقمية، ولم ينس أن يغنّي “مجبور” التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير إضافة إلى أغنية “ما ودعتك” التي أعادته إلى حفل 2017 عندما صدح بها الجمهور بمفرده ولم يستطع أن يغنيها من شدّة تأثّرة، وفق قوله.

 وتكرر السيناريو هذه السنة أيضا، حيث لم يترك جمهور ناصيف زيتون المجال لنجمهم للغناء فكانوا يسبقونه بمجرّد انطلاق الفرقة الموسيقية في العزف ما جعله ينبهر بتفاعلهم ويعبّر عن ذلك في عدّة مناسبات، وكعادته لم يفوّت الفرصة في طلب الهتاف باسم سوريا والدّعاء لها رافعا علم بلاده على ركح قرطاج قبل أن يؤدي موالا تحيّة لشعبه ثمّ غنّى “سوريتي هويتي”.

 

وكتحية لتونس البلد الذي فتح له ذراعيه واستقبله بكلّ حبّ منذ أوّل زيارة له وساهم في إشعاعه، اختار ناصيف زيتون أنّ يقدّم أغنية الفنان الراحل محمد الجموسي “أصل الزين في العينين” ما زاد في حماس الجمهور.

 

ولم يكن الفنان الشاب بخيلا على الحضور القياسي، حيث غنّى بسخاء لأكثر من ساعتين مكتفيا بالقليل من الكلام والكثير من الفنّ، ليؤكّد أنّه جدير باعتلاء ركح قرطاج العريق وملاقاة جمهور يصعب إرضاؤه.

 

في سهرة الأمس أثبت ناصيف زيتون أنّه نجم له قاعدة جماهيرية كبيرة لم تكن وليدة  الصدفة، الأمر الذي دفع إدارة مهرجان قرطاج إلى برمجة حفل ثان له، سيكون يوم الاثنين 19 أوت 2019 استجابة للطلب الكبير، وتعدّ هذه المرّة الأولى التي تبرمج فيها حفلتين لنفس الفنان في دورة واحدة من  المهرجان بشبابيك مغلقة قبل أيام من العرض، ويعود الفضل إلى مدير المهرجان مختار الرصّاع الذي آمن بموهبة هذا الفنان الشاب وراهن على اسمه منذ سنتين لتتمّ برمجته في 2017 رغم حملات التشكيك والتخوف من فشله في ملئ المدرجات آنذاك، لكنّه أحدث مفاجأة وحقق نجاحا لم يكن متوقعا .

 

وللإشارة فانّ مهرجان قرطاج يشهد ولأوّل مرّة منذ 20 سنة نفاذ تذاكر حفل قبل 8 أيّام، كما لم يقع تسجيل إعادة أيّ تذكرة خاصّة بحفل ناصيف زيتون رغم قرار التأجيل على خلفية وفاة رئيس الجمهورية وتغيير مواعيد السهرات. وتمّت إضافة سهرة ثانية نفذت تذاكرها أيضا قبل 4 أيام.

قراءة 957 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…