بعد احتفال الفرنسيين على بوارجهم المصطفة بإحكام على سواحل صفاقس بالعيد الوطني 14 جويلية، تقرر بداية القصف المركز يوم 15 جويلية. و على الساعة السادسة صباحا، بدأ قصف المدينة وكان بطيئا و منظما في الأول بمعدل 12 طلقة في الساعة. وكان مركزا على مناطق قوة المقاومة وهي السور، القصبة و برج النار، ناظور باب بحر، الجامع الكبير، و الحصن البحري قبالة المدينة أين تتركز مدافع المقاومة. بدأ الدخان يتصاعد من أنحاء المدينة والدمار ينتشر والمقاومة ترد بقصف مدفع إلا أن مداه قصير لا يصل إلى السفن المعادية. ولكن المقاومين مازالوا محافظين على صفوفهم. فمحمد كمون يقود المقاومة من داخل المدينة و علي بن خليفة النفاتي من خارجها. كما وزعت مسؤوليات على عديد المقاومين مثل محمد معتوق رئيس الحامية العسكرية بالقصبة، محمد الشريف قائد الطبجية ببرج النار، محمد بوزيد أمين البناء، علي خماخم أمين السلاح، و غيرهم
.قصف صفاقس بالمدفعية الثقيلة
اشتد القصف في الظهيرة من القطع الحربية القريبة و من الرشاشات الثقيلة على مواقع المقاومين التي تكبدت خسائر كبيرة وبدأ عليها الإرهاق من شدة القصف وتم إحداث عدة ثغرات في السور.
وفي الليل وعلى أضواء كاشفة من إحدى السفن، تواصل إطلاق القنابل والمقاومون يحاولون إصلاح الأضرار التي لحقت بالسور. أمام تراجع قوة المقاومة قرر قائد هذه العملية هنري قارنو Henri Garnault أميرال و قائد الأسطول الفرنسي الإنزال يوم الغد لإتمام احتلال المدينة…