jasminsnews - "متكرهنيش"، نحو تعزيز صحافة المواطن لمواجهة خطاب الكراهية

"متكرهنيش"، نحو تعزيز صحافة المواطن لمواجهة خطاب الكراهية

انعقدت يوم الثلاثاء 14 فيفري 2023 بأحد نزل الضاحية الشمالية لتونس الندوة الختامية لحملة متكرهنيش بحضور رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن وعماد بربورة عن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات و مهدي الجلاصي عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وثلة من الصحافيين والإعلاميين وممثلين عن المجتمع المدني.
 
وتم عرض مخرجات حملة ما تكرهنيش من طرف الأستاذ طارق اللموشي المشرف العام للحملة وجاءت هذه الندوة في إطار مشروع تعزيز صحافة المواطن لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف والعنف في تونس والممول من طرف صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية.
وخلال الجلسة الافتتاحية تم تقديم إطار وأهداف الندوة وأبعاد حملة "متكرهنيش" من خلال جهود الشباب الذين ساهموا في انجازها. وللاشارة فان الحملة بدأت منذ سنتين بقيادة مجموعة من الشباب وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطيّة، وتهدف إلى مواجهة خطاب العنف والكراهية والعنصرية خاصّة خلال الحملات الانتخابيّة. وقد أنجزت هذه الحملة حوارات مع الشباب وومضات تحسيسية، وجالت مختلف مناطق الجمهورية، وكانت مدخلا من أجل تطوير قدرة المواطنين على استعمال أدوات الإعلام والاتصال بجميع أنواعها وخاصة وسائل الاتصال الحديثة من أجل إنتاج خطاب بديل يحثّ على نبذ الكراهية والتمييز والعنصرية، التي تؤدّي جميعها إلى ضرب الاختلاف والتنوع داخل المجتمع وضرب مبدأ العيش المشترك وتشويه الهدف من السياسة بصفة عامّة.
نسبة 54 بالمائة من الخطاب في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي خلال الحملات الانتخابية الأخيرة اتّسم بالكراهية:
كما سجلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال رصدها للحملة الانتخابية في الانتخابات التشريعية 2022 بدورتيها الأولى والثانية إنّ 54 بالمائة من الخطاب المتداول في وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي خلال الحملات الانتخابية الأخيرة اتّسم بالكراهية، وتمت إحالة المخالفين على القضاء باعتماد معادلة الرّدع بتطبيق القانون والحرص على عدم الإفلات من العقاب. هذا وقد اتّسم الخطاب الاتصالي السياسي على مدار الفترات السابقة بالاقصائية، وولّد عنفا وكراهية وأثّر على الفضاء العام وعلى الفئات الاجتماعيّة الأكثر هشاشة وأصبحت العلاقات متوتّرة يسودها التّشنّج، في حين أن الوضع يحتاج إلى خطاب إعلامي يتسم بالرصانة بين مختلف الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني والهيئة العليا المستقلة للانتخابات ووسائل الإعلام
السياسة أخلاقيات وسلوكيات، لا بد أن تتميز بالابتعاد عن خطاب التفرقة:
حيث أن الخطاب السياسي في السنوات الاخيرة لم يكن خطابا تجميعيا، في حين أنّ السياسة أخلاقيات وسلوكيات ولا بد أن تتميز بالابتعاد عن خطاب التفرقة، لذلك فالضرورة تقتضي إيلاء الاهتمام إلى الأزمات التي تعيشها تونس وعلى رأسها الازمة الاقتصادية وليس بث خطابات التفرقة والتجاذبات السياسية التي تؤدي الى العنف
كما أن الجزء الأكبر من خطابات الكراهية والعنف والإقصاء توجد في شبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت من اجل تسهيل التواصل ونشر الافكار والابداعات ولقد أصبحت في بعض الأحيان فضاءات لنشر ثقافة العنف والدعوة الى الارهاب والعنف.
هذا وقد مثلت هذه الندوة فرصة لتنظيم حلقة نقاش حول خطاب الكراهية والتطرف العنيف في الحملات الانتخابية التونسية من خلال رصد عام لخطاب الكراهية ودور المواطن الصحفي/ الصحفي في التصدي لخطاب الكراهية كذلك دور المجتمع المدني في التصدي لخطاب الكراهية.
كما شملت ورشات عمل حول دور المجتمع المدني في التصدي لخطاب الكراهية وعلاقة وسائل الإعلام والصحافة بخطاب الكراهية وعرض لمخرجات الورشات والتوصيات.
التكامل بين مختلف مكونات المجتمع المدني التي عملت في مجال رصد خطاب الكراهية:
وخلال النقاش العام ساهم عديد المتدخلين في إثراء الحوار؛ من جانبي دعوت الى ضرورة التعاون والتكامل بين مختلف مكونات المجتمع المدني التي عملت في مجال رصد خطاب الكراهية في الحملات الانتخابية من ذلك قيام ائتلاف أوفياء للديمقراطية ونزاهة الانتخابات برصد خطاب الكراهية على وسائل التواصل خلال الانتخابات التشريعية في الفترة الممتدة من 18 ديسمبر إلى 31 جانفي 2023 وفق منهجية علمية وأصدر تقريرا أوليا مستندا إلى تتبع مفردات خطاب الكراهية المستعملة في مواقع التواصل الاجتماعي ونوعها وكثافة استعمالها وحجم التفاعلات والتعاليق وأنواعها بهدف الوقوف على آثارها السياسية والرهانات المصاحبة لها أثناء الحملة. ومن بين التوصيات الصادرة عن ائتلاف أوفياء بخصوص رصد خطاب الكراهية: تحيين السياسات العمومية الموصية للشباب ومراجعتها جذريا في مجالات الثقافة والرياضة والفنون والتعليم الأساسي في اتجاه ممارسة الأنشطة الإبداعية التي تغذي قيم المبادرة والتعايش والنقد والاقتراح كذلك دعوة لمراجعة برامج الأحزاب وطرق تنشيطها في اتجاه التشجيع على المشاركة السياسية في الشأن العام وقبول الآخر وتجنب الإقصاء. كما جاء في توصيات الائتلاف تعديل القانون الأساسي للانتخابات والاستفتاء نحو تعريف العنف المعنوي واللفظي تعريفا دقيقا أسوة بالقانون الأساسي للعنف المسلط ضد المرأة....
وجاء هذا التدخل في إطار التشاركية بين مختلف مكونات المجتمع المدني والاستفادة من مختلف التجارب وتعميم الفائدة...
وضع آليات قانونية وإجرائية لمواجهة خطابات العنف والتحريض والكراهية:
وتواصل الفضاء الحواري خلال الندوة حيث أثار المشاركون من مؤسسات إعلامية وإذاعات جمعياتية ومن منظمات المجتمع المدني، عددا من المسائل، ومن بينها أنماط خطاب العنف والكراهية ومصادره والآليات الممكنة لمجابهته خاصة في الحملات الانتخابية بالإضافة إلى المسؤولية المشتركة في وضع آليات قانونية وإجرائية لمواجهة خطابات العنف والتحريض والكراهية. وتوصلت النّدوة إلى اتفاق المشاركين على البدء في تأسيس آلية تنسيق مشتركة تعمل على المساهمة في خلق إعلام بديل من أجل التصدي لخطاب الكراهية والعنف واعتبارا أن حملة "متكرهنيش" وجدت تفاعلا إيجابيّا من طرف الشباب وقدرة أكثر على فهم خطاب حقوق الإنسان وتحليل خطاب العنصرية والتطرف والكراهية ومحاولة الإجابة عن هذه القضايا، فسوف لن تتوقف بل ستستغلّ نتائجها من أجل مزيد الانفتاح على فئات اجتماعية أكثر ومزيد تعميق هذه المبادئ.
كما أتاحت الورشات المجال أمام المشاركين لتقديم جملة من المقترحات والتوصيات والتي من أهمها في مجال رصد خطاب الكراهية من خلال القول والفعل واعتماد أماكن مناسبة للرصد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفضاءات العامة والمؤسسات العمومية والخاصة ومختلف وسائل الإعلام. واعتماد آليات المرصد من ذلك منصة رقمية. وومضات تحسيسية وحملات للتوعية عن طريق الإدماج الاجتماعي وإدراج محاور المواطنة وحقوق الإنسان في المنظومة التعليمية. ومن آليات الرصد كذلك الرقم الأخضر للإبلاغ عن خطاب الكراهية في وسائل الإعلام والبحث عن آلية تفعيل للتشريعات والقوانين من رصد ودراسة مختلف الخطابات السياسية والإعلامية ومصدر الكراهية وإحداث معجم الكراهية يمكن أن يكون مرقمنا أو ورقيا دائم التحيين وفي مجال المناصرة تنظيم حلقات نقاش من مناظرات ومقاهي حوارية وقوافل توعية، كذلك القيام بحملات لنشر مخرجات أعمال وتحركات المجتمع المدني والاستعانة بالقيادات لإبلاغ الرسالة لمختلف الفئات واعتماد مقاربة تشاركية كذلك تثمين ردود الأفعال الإيجابية لمجابهة خطاب الكراهية مع إنشاء مناخ سليم متوازن داخل الأسرة لتكريس الخطاب البديل موجه للناشئة والعمل على تكوين إطارات مقتدرة لمجابهة خطاب الكراهية وترسيخ مصطلحات جديدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلى نشر حملات التوعية وإبرازها والعمل على ترشيد المفردات في الحوار وتنظيم أعمال ثقافية وفنية موجهة لمختلف الأعمار انطلاقا من الأطفال في المرحلة التحضيرية وكذلك الشباب. مع السعي لتحليل خطاب الكراهية ومعرفة الأصول للتمكن منها قصد المجابهة والتمكن كذلك من بعض المصطلحات الواردة في خطاب الكراهية على تغيير دلائلها.
قراءة 275 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…