أدّى وفد عن لجنة الفلاحة والأمن الغذائي والتجارة والخدمات ذات الصلة زيارة ميدانية إلى ولايتي قبلي وقابس من 07 إلى 09 فيفري 2019 للإطلاع على مشروع رجيم معتوق والتوسعات الفلاحية ومنظومة الزراعات الجيوحرارية. وشارك في هذه الزيارة عدد من أعضاء اللجنة، وعدد من أعضاء المجلس عن الجهتين.
وزار الوفد يوم الجمعة 08 فيفري 2019 منطقة رجيم معتوق بحضور والي الجهة ومدير عام ديوان تنمية رجيم معتوق ومعتمد المنطقة والمندوب الجهوي للتنمية الفلاحية. وتعرّف على مختلف مكونات المشروع ومراحله وكيفية إنجازه بمختلف أقساطه. كما تمّت زيارة الضيعة النموذجية لديوان تنمية رجيم معتوق والاطلاع على مختلف مكوّناتها . وعاين الوفد مجهود الديوان في إحداث مجمّعات سكنية وقرى متكاملة والعناية بالبنية الأساسية، إضافة إلى دوره في تشجيع وإرشاد ومساعدة الفلاحين المنتفعين بمقاسم فلاحية.
وتحوّل الوفد إلى مدينة الفوار بولاية قبلي للإشراف على ندوة حول قانون الاستثمار . وقد تمّ التطرق إلى أهم التشجيعات والامتيازات الممنوحة للمستثمرين في القطاع الفلاحي. كما تمّت إثارة عديد المسائل الاخرى المتصلة الأخرى على غرار معالجة ظاهرة التوسعات الفلاحية الخاصة من خلال إنجاز إحصاء دقيق للآبار والمساحات المستغلة ، وضبط سبل استغلال الموارد المتاحة والتصرف فيها، والإيقاف الفعلى للتوسعات الجديدة المستنزفة للموارد المائية، وتدعيم الجهة بآبار عميقة تعويضية وربط المجامع المائية بالطاقة الشمسية للحد من استهلاك الكهرباء.
ثم تحوّل الوفد لزيارة بعض المشاريع الفلاحية بالبيوت المحمية والزراعات الجيوحراية، وتعرّف على هذا النوع من الزراعات، والصعوبات التي يعاني منها لا سيما غياب الدعم الواضح من الدولة للفلاحين وكثرة الأمراض والجوائح بما تسبّب في تفاقم المديونية تجاه المزودين بالمشاتل والبذور والأسمدة والمبيدات.
و تنقل الوفد إلى منطقة مطماطة من ولاية قابس حيث انتظمت جلسة عمل بحضور والي الجهة وعدد من النواب الممثلين عن الجهة ورؤساء البلديات والهياكل والمصالح الفلاحية وعدد من الإطارات الجهوية والمحلية . وتمّ التطرق إلى كل المشاغل المطروحة في القطاع الفلاحي على غرار النقص الكبير المسجل في مياه الري وتدهور وضعية المسالك الفلاحية وشبكات تصريف المياه ، واكتساح العمران للواحات، وضعف الإرشاد الفلاحي، وغلاء الأعلاف، وارتفاع كلفة الإنتاج الفلاحي، وتفاقم ظاهرة الصيد الجائر بخليج قابس،
وفي اليوم الثاني من هذه الزيارة تنقّل الوفد البرلماني يوم السبت 09 فيفري 2019 لزيارة الميناء التجاري بقابس للوقوف على أهم المرافق والمكونات والمقومات التي تتوفر به والتي تساعد على بعث خط بحري لنقل الحاويات يساهم في دفع التصدير وتطوير نشاطه التجاري وتخفيف الضغط على ميناء رادس.
كما زار الوفد أرضا بمنطقة الهيشة من بلدية وذرف تمسح حوالي 200 هكتارا ستخصص لإنجاز مشروع لإنتاج الباكورات الجيوحرارية في إطار شراكة تونسية - هولندية . وزار كذلك محطة التطهير ببشيمة من معتمدية الحامة التي شهدت تركيز محطة تجميع مياه الحمامات بالحامة ومعالجتها من خلال تنقيتها من العوالق بطرق تقنية متطورة ثم استغلالها في القطاع الفلاحي بما يعزز مياه الري. وقد التقى الوفد بعدد من الفلاحين الذين طالبوا بتمكينهم من استغلال هذه المياه في مجالات فلاحية محددة كحل لمجابهة ندرة الموارد المائية الطبيعية.
واختتم الوفد زيارته الميدانية للجهة بالإطّلاع على مشروع "فرحة الصحراء" بشانشو من ولاية قابس وهو مشروع منجز في إطار شراكة تونسية - هولندية ويعتمد على التقنيات الأكثر تطورا في إنتاج الباكورات الجيوحرارية المعتمدة في هذا النشاط الفلاحي الموجه أساسا للتصدير.
وتعهّد الوفد بالتنسيق مع كل الأطراف الحكومية المعنية لإيجاد حلول لمجمل الإشكاليات التي تمت إثارتها خلال الزيارة وتذليل الصعوبات التي تعيق تطور مختلف المنظومات الفلاحية بولايتي قبلي وقابس.