في خطوة لافتة، أعلنت منظمة الصحة العالمية تصنيف سلالة جديدة من فايروس كورونا على أنها “سلالة يجب أن تكون محل اهتمام” وذلك بعد تسجيل مئات آلاف الحالات في عدة دول خلال الأسابيع القليلة الماضية.
المتحور الجديد يعرف علميا باسم “إي جي 5” أو كما أطلق عليه بعض الخبراء تسمية “آيريس“.
على الصعيد العالمي، تم الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة إصابة جديدة بالفيروس وأكثر من 3100 حالة وفاة في 28 يوما حتى يوم الخميس الماضي، وفقا لأحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.
وبذلك ارتفعت حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفايروس كورونا الى ما يقرب من سبعة ملايين حالة منذ ظهور الوباء في الصين في أواخر عام 2019.
السبب الذي أدى لقلق منظمة الصحة العالمية من المتحور الجديد يعود لكونه أصبح سلالة سائدة في دول عدة بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا.
من ناحيته قال الدكتور رياض درقاوي، المتخصص في الطب المخبري والمناعة، إن الفيروسات -خاصة التنفسية- التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي، حتى لو اختفت لفترة من الزمن فهي تعود، وذلك لسهولة انتشارها، لكنها لا تختفي نهائيًا.
وأضاف “درقاوي” في حواره مع أخبار الآن، أن المتحور الجديد “آيريس” هو من عائلة أوميكرون، وعلى الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية القضاء على فيروس كورنا في شهر مايو 2023، يبقى تحت المراقبة في عدد من الدول، موضحًا أن المتحور الجديد يأتي من آخر متحو من أوميكرون.
وأكد المتخصص في الطب المخبري والمناعة أن المتحور الجديد ينتشر بسرعة أكبر من بقية المتحورات، وتبلغ نسبة انتشاره في فرنسا 30%، بينما تبلغ في بريطانيا 14% منذ أسبوعين، ويوجد رصد لعدد من الحالات في الولايات المتحدة وكندا، مشيرا إلى أن اللقاحات التي تم أخذها على مدار الأعوام الماضية تمنع الإصابة الشديدة، ولكنها لا تمنع الإصابات الخفيفة والمتوسطة.
ما هو “إي جي 5″؟
ينتمي المتحور الجديد لسلالة “XBB” المتحدرة من متحور “أوميكرون”، الذي لا يزال يحتل الصدارة لأكثر سلالات فيروس كورونا انتشارا في العالم.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن المعطيات المتوفرة لا تشير إلى أن السلالة الجديدة تشكل خطرا على الصحة العامة أكبر من السلالات الأخرى المنتشرة حاليا المتحورة من أوميكرون.
ولدى “آيريس” متحور خاص به يُعرف باسم “EG.5.1″، وهو سريع الانتشار أيضا، وفقا لخبراء في مجال الصحة الفيروسية.
الأعراض
تتشابه أعراض هذا المتحور الفرعي مع أعراض فيروس كورونا بشكل عام ويمكن أن تتراوح من تأثيرات خفيفة إلى شديد الخطورة.
يمكن أن تشمل الأعراض على السعال والحمى أو القشعريرة وضيق التنفس والتعب وآلام في العضلات أو الجسم وفقدان حاستي الشم والتذوق والصداع.
ويؤكد خبراء أن “إي جي 5” يميل إلى التسبب في أعراض مثل سيلان الأنف والعطس والسعال الجاف، وبالتالي تكون هناك صعوبة في التمييز بينه وبين الإنفلونزا أو نزلات البرد.
خطورته
تنتقل السلالة الجديدة بسرعة أكبر مقارنة بباقي متحورات أوميكرون، حيث أصبحت الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة والسبب في أكثر من 17 بالمئة من الإصابات وفي تفشي المرض في أنحاء البلاد.
على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية تعتقد أن السلالة الجديدة لا تشكل خطرا كبيرا، إلا أنها أشارت إلى أن هناك حاجة لتقييم أكثر شمولا للمخاطر التي تشكلها.
اكتُشفت السلالة الجديدة أيضا في المملكة المتحدة وفرنسا والصين وكوريا الجنوبية واليابان وكندا وإيرلندا وغيرها من البلدان.
ويؤكد خبراء أن السلالة الجديدة أكثر مقاومة بشكل طفيف لتحييد الأجسام المضادة لدى الأشخاص المصابين سابقا والذين تلقوا اللقاح والجرعات المعززة.
هل لا يزال كوفيد يمثل مشكلة كبيرة؟
يقول خبراء الصحة إنه لا يزال يتعين على الحكومات تشجيع الأشخاص على تلقي اللقاحات والجرعات المعززة، وكذلك أخذ الحيطة من خلال ارتداء الكمامات وتهوية الأماكن المغلقة بشكل جيد.
ويعد كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالسلالات الجديدة، حيث يمكن أن تتضاءل مناعتهم من التطعيم بسرعة أكبر.
آخر تحديثاتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن العديد من المناطق تواصل الإبلاغ عن انخفاض في حالات الإصابة التي تستدعي دخول المستشفى أو تسبب الوفاة.
وشددت المنظمة أن فيروس كورونا “لا يزال يمثل تهديدا كبيرا” على الرغم من إعلان انتهاء حالة الطوارئ الدولية للصحة العامة في الخامس من مايو الماضي.