عرفت البشرية جاىحات عديدة سجلها التاريخ من الوباء الانطوني الى الانفلونزا الاسبانية , و يجمع اغلب المؤرخين و دارسي الحضارات و التحولات التاريخية ان الجاىحات هذه شكلت بداية منعطفات تاريخية غيرت مسارات التاريخ و اعادت رسم الخراىط الجيوسياسية و تغيرات عديدة لن يتمكن العالم من فهم حجم التغير الذي ستتركه الجاىحة على تاريخ البشرية الا بعد احصاء العدد النهاىي للضحايا و تحديد المدة التي تمكن فيها الوباء من وقف العجلة الاقتصادية العالمية , فكلما طالت مدة المعركة مع الوباء و خصوصا في الدول الصناعية الكبرى كان حجم التغيير و التداعيات اكبر . و في انتظار ذلك لا بد من قراءة بعض المؤشرات التي اصبحت واضحة, فقبل كوفيد19 كانت نظرية الوباء القاتل اسيرة كتب التاريخ و كانت ايضا مقتصرة على كثير من الابحاث الطبية لفهم سرعة تطور الفيروسات و مناعتها المستمرة تجاه العلاجات و قدرة البكتيريا على الصمود امام المضادات الحيوية لكن هذه النظرية لم تعبر حاجز البحث العلمي الى نطاق الامن القومي الواسع. "فيروس كورونا قنبلة موقوتة"العالم لن يتمكن من فهم حجم التغيير الذي ستتركه جاىحة كورونا على تاريخ البشرية خاصة بعد احصاء العدد النهاىي للضحايا و تحديد المدة التي تمكن فيها الوباء من وقف الة الاقتصادية العالمية, حيث ستؤثر الجاىحة على الاقتصاد العالمي و ستحدث خساىر تاريخية في اسواق الاسهم العالمية.
و بالرغم من ظهور جاىحات عديدة عرفها العالم غير ان تفير لبشريق اقتصر على كيفية انتاجمواد ضخمة لمحاربة العدو المرىي من دون التفكير في كيفية محاربة عدو غير مرىي و هذا ما يشهده العالم اليوم . و حتى الان بدا ان الجواىح التي ضربت البشرية سابقا كانت اخطر من كوفيد19 كالانفلونزا الاسبانية التي اودت بحياة اكثر من 50 مليون انسان في العقد الثاني من القرن الماضي, و هذا الرقم يتجاوز بكثير عدد الذين قتلوا في الحرب العالمية الاولى, فضلا عن ارقام ضحايا جاىحة الطاعون الثالثة "1855-1959" التي تخطت ال 12 مليونا. و رغم هذا التفاوت في ارقام ضحايا هذه الجواىح مقارنة لما سيحصده كوفيد19, فان تداعيات كورونا الاقتصادية و الاجتماعية قد تكون بالحجم الذي احدثته الجواىح السابقة او اكثر نظرا الى عوامل عدة . و اذا كان الحديث بلغة الارقام لا يزال مبكرا و لكنها تبقى توقعات و نظرة استشرافية واردة من الواقع ? فهذا الوباء المفاجى القى بظلاله على التوقعات الاقتصادية العالمية و التجارة الدولية. امال بن عبد الله