jasminsnews - كورونا : اللقاح المرتقب من سيحصل عليه أولا

كورونا : اللقاح المرتقب من سيحصل عليه أولا

وسط سباق محموم من قبل المعاهد البحثية، وشركات الادوية العالمية، توالت فجأة الأخبار المبشرة، بلقاحات فاعلة ضد فيروس "كوفيد-19"، الذي قتل الآلاف من سكان العالم، وأوقع به خسائر اقتصادية غير مسبوقة، ففي غضون أقل من أسبوع، أعلنت شركات أمريكية وألمانية، عن اختراق كبير بالتوصل إلى لقاحات فاعلة في التصدي للفيروس.

وكانت شركة (موديرنا) الأمريكية، قد أحيت الآمال، بإعلانها الآخيرعن لقاحها ضد الكورونا، الذي قالت إنه أثبت نجاحا في التصدي للفيروس، بنسبة تصل إلى 95%. ، وجاء إعلان موديرنا بعد أيام فقط، من إعلان كل من شركتي (فايزر) الأمريكية، و(بيونتيك) الألمانية،عن لقاح مماثل ضمن مشروعهما المشترك، قالتا إن فعاليته وصلت إلى 90% في التصدي للفيروس.

لكن وفي غمرة ابتهاج العالم بهذه الأخبار السارة، وبعد أن أصبح اللقاح على مايبدو حقيقة واقعة، بدأ البعض في طرح أسئلة تبحث عن إجابات، وتتمحور معظم هذه الأسئلة بشكل رئيسي، حول من سيحصل على اللقاح المرتقب أولا؟ وهل سيتمكن الفقراء في أنحاء العالم من الحصول عليه في نفس الوقت الذي قد يحصل عليه فيه الأغنياء؟ هذا بجانب الجدل الذي لم يتوقف بشأن تسييس اللقاح ، ثم هؤلاء الذين يرفضون من الأساس، فكرة الحصول على أي لقاح .

يرى معظم المختصين أن وجود اللقاح المرتقب، ضد كوفيد 19 في الأسواق، سيستغرق وقتا طويلا، نظرا لأن الانتاج الواسع له ليس بالعملية السهلة، ومن ثم فإن الحقيقة التي يجمع عليها معظم العلماء، هي أنه لن يكون بامكان الجميع الحصول عليه بشكل مباشر، وأن كل دولة ستقرر من من فئاتها، ستكون له الأولوية، في الحصول على اللقاح .وسيكون العاملون في قطاع الرعاية الطبية في معظم الدول، على أعلى قائمة الفئات، التي ستحصل على اللقاح أولا، ذلك لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، بفعل طبيعة عملهم، وسيليهم في ذلك فئة كبار السن، الذين قد تهدد إصابتهم بالفيروس حياتهم بشدة.

وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال، يرجح أن يعطى اللقاح للمسنين المقيمين في دور الرعاية، والعاملين فيها أيضا، وقد حجزت السلطات البريطانية 40 مليون جرعة، تكفي 20 مليون شخص، في حين يتوقع أن يكون من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما، ومن يتمتعون بصحة جيدة ،في أدنى قائمة من سيحصلون على اللقاح.

وكانت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان، قد صرحت مؤخرا بأن الشباب والأصحاء، قد يضطرون للانتظار حتى عام 2022 للحصول على اللقاح .

 

دعوات بالعدالة

على الجانب الآخر نبه كثيرون في العالم، وعلى رأسهم مسؤولون من منظمة الصحة العالمية، إلى ضرورة أن يتوخى العالم المتقدم، مزيدا من العدالة، في توزيع اللقاح، بحيث تستفيد منه الدول الفقيرة أيضا وحذر خبراء عقب إعلان فايزر عن لقاحها الأخير من العقبات التي قد تواجه البلدان الفقيرة للحصول على اللقاح.

ويعتبر هؤلاء أنه من غير المرجح،أن يتوافر جزء كبير من الدفعة الأولى من اللقاحات التي سيتم انتاجها، للبلدان الفقيرة، إذ تشير اتفاقات الشراء المسبق، الموقعة مع شركة (فايزر) على سبيل المثال، إلى أن هناك 1,1 مليار جرعة، تم شراؤها من قبل الدول الغنية، وهو ما يستخلص منه الخبراء عدم تبقي شئ للدول الفقيرة.

وكان شيخ الأزهر،الدكتور أحمد الطيب، قد دعا عبر موقع فيسبوك الاثنين 16 نوفمبر، إلى اعتماد سياسة عادلة في توزيع لقاح فيروس كورونا، تشمل الفقراء واللاجئين، مشيرا إلى حقهم في الحصول على هذا اللقاح، مطالبا الشركات المنتجة، بأن تعتمد سياسة عادلة لتوزيع اللقاح، انطلاقا من "رسالتها وضميرها الإنساني".

تسييس وأشياء أخرى؟

وبعيدا عن الجدل الرئيسي، بشأن من سيحصل على اللقاح أولا، أحاط جدل سياسي آخر، بأخبار اللقاحات الجديدة المعلن عنها، وقد انطلق هذا الجدل من الولايات المتحدة، إذ اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الإعلان عن أخبار اللقاحات الجديدة، جاء في توقيت استهدف إلحاق الهزيمة به في الانتخابات.

وكتب ترامب عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والديمقراطيون لم يريدوا منحي فرصة تحقيق مكسب إنتاج اللقاح قبل الانتخابات، لذلك فقد أُعلن عنه بعد 5 أيام منها". وتابع ترامب قائلا: "لو كان جو بايدن الرئيس لم تكونوا لتنتجوا اللقاح قبل 4 سنوات، ولم تكن لتقره هيئة الغذاء والدواء بهذه السرعة، البيروقراطية دمرت حياة الملايين"، حسب قوله.

هذا عن الجدل التنظيمي والسياسي، بشأن اللقاحات الجديدة، لكن السؤال الذي يطرح أيضا، على مستوى الناس في كل مكان، هو هل سيقبل كل الناس على الحصول على اللقاح المرتقب، في ظل توجس من قبل البعض في عدة دول من العالم، من فكرة اللقاح في حد ذاتها ورفضهم لها.

وكانت عدة تقارير قد أشارت،إلى أن عددا كبيرا من الناس، ربما يرفضون بالفعل الحصول على اللقاح، في ظل انتشار نظريات المؤامرة، التي تروج لها المجموعات المناهضة للقاحات، ومنها أن بيل جيتس، لديه مخطط سري لاستخدام اللقاح في غرس رقاقات إلكترونية يمكن تتبُّعها داخل الأشخاص الذين سيحصلون على اللقاح، وهو ما نفاه بيل جيتس نفسه، وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "جالوب" مؤخرًا، أن واحدا من بين كل ثلاثة أمريكيين سيعزف عن أخذ لقاح كوفيد-19 لو كان متاحًا.

هل تتوقعون أن كل الناس سيتمكنون من الحصول على اللقاح في تونس؟

كيف ترون الأولويات التي حددتها بعض الدول للفئات التي ستحصل على اللقاح أولا؟

هل ستقبلون على الحصول على اللقاح في حالة توفره؟

ماهي إمكانات أن توفره سلطات بلدانكم الصحية مجانا؟ وفي حالة كان بمقابل هل سيكون بامكانكم الحصول عليه؟

كيف تقيمون ما قاله الرئيس الأمريكي حول استخدام اللقاح سياسيا؟

وما رأيكم في مايروجه البعض من نظريات مؤامرة حول اللقاح؟

 

 

قراءة 552 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…