jasminsnews - مأساة وزارة البيئة

مأساة وزارة البيئة

ياسمين نيوز: سليمان بن يوسف

ماا تعرضت له وزارة البيئة و الموظفين العاملين بها منذ سنوات إلى اليوم يعد مأساة باتم معني الكلمة و لم يحدث لأي وزارة في تاريخ تونس

لنعد إلى الوراء قليلا :
- سنة 2002 إدماج مع وزارة الفلاحة
- سنة 2004 تعود وزارة مستقلة من جديد
- سنة 2011 إدماج من جديد مع وزارة الفلاحة
- سنة 2012 تعود من جديد وزارة مستقلة
- سنة 2014 تصبح كتابة دولة تابعة لوزارة التجهيز
- سنة 2015 تعود وزارة مستقلة من جديد
- سنة 2017 إدماج مع وزارة الشؤون المحلية
- سنة 2020 تعود وزارة مستقلة من جديد
-- سنة 2020 إدماج مع وزارة الشؤون الملحية من جديد

كل هذا يدل على ان كل الحكومات المتعاقبة كانت تجهل ما معنى قطاع إسمه البيئة و كانوا يتصورون أن البيئة تعني النظافة و التطهير و هو تصور بدائي للبيئة .لا يعرفون ان البيئة هو قطاع يساهم في دفع التنمية و في زيادة الثروة و خلق مواطن الشغل .و هو قطاع أفقي يتدخل في كل القطاعات حتى تكون حماية البيئة عنصر أساسي ضمن كل السياسات العمومية .

اليوم نواصل في نفس الخطء دمج وزارة البيئة مع أي وزارة اخرى هو قرار سياسي خاطئ و هو لم يتخذ نتيجة دراسات معمقة و لأسباب موضوعية بل كان لإعتبارات سياسية صرفة و هو يعبر عن ضحالة في التفكير السياسي.
بعد قرابة 5 أشهر من المجهودات و العمل المضني الذي قام به كل الأعوان و الإطارات من الوزير إلى أبسط موظف من أجل فك الإرتباط بوزارة الشؤون المحلية منذ شهر فيفري و إلى اليوم :
- تحيين الأمر المتعلق بالتنظيم الهيكلي للوزارة
- فصل الميزانية الخاصة بكل وزارة
- تقسيم الأعوان و المعدات و التجهيزات
- كراء مقر خاصة بوزارة البيئة
و ما تطلب من نفقات تكبدتها ميزانية الدولة يأتي مسؤول في الدولة و بجرة قلم يلغي كل الذي قمنا به .
هذا في قاموس السياسة يسمى عبث سياسي
عبث بمؤسسات الدولة
عبث بموظفي الدولة
عبث بميزانية الدولة

هؤلاء كما قال احد السياسيين ليس لديهم منطق الدولة بل لديهم منطق الروضة .
في حين أن الحكومة الفرنسية تخصص 40 ألف مليار لتحقيق الإنتقال البيئي خلال الخماسية القادمة نحن مازلنا لم نفهم بعد ما معنى حماية البيئة

هؤلاء الساسة يعتقدون ان دمج وزارة مع وزارة هي عملية تقنية فحسب أي دمج هياكل مع هياكل و إنتهى الأمر .
لقد نسي هؤلاء أن خلف الهياكل هناك بشر و البشر يختلفون من وزارة إلى وزارة أخرى و البشر لديهم تصرفات و سلوكيات و قيم و مبادئ و معتقدات و تقاليد و عادات تختلف من وزارة إلى وزارة .
كل وزارة لديها ثقافتها الخاصة بها في بعض الأحيان تكون الثقافات متقاربة و هنا لا يطرح أي مشكل و في أحيان اخرى تكون الثقافات متنافرة أو متضاربة و في هذه الحالة تكون عملية الإدماج عملية شكلية فحسب .

لقد نسي هؤلاء الساسة ان وراء عملية الإدماج هناك سياسات و مسارات مهنية لأعوان إشتغلوا لسنين طويلة من أجل تحسين أوضاعهم المهنية و فجاة يجدون انفسهم في مهب الريح .

يقول إنشتاين : ليس من العيب أن نخطء و لكن من الغباء أن نكرر نفس الخطء
منقول
ملاحظة..نصحنا كتبنا قابلنا حسسنا اقترحنا.. اسمعت لو ناديت حيا...

قراءة 1075 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…