jasminsnews - صيام رمضان المعظم في مرحلة الكورونا: راي الإمام الأول لجامع الزيتونة

صيام رمضان المعظم في مرحلة الكورونا: راي الإمام الأول لجامع الزيتونة

بسم الله والحمد لله وصلي الله على سيدنا محمد رسول الله .تونس 22شعبان 1441 الموافق ل15افريل 2020:
استجابة لرغبات متعددة طلبت مني إزاء ما نعيشه اليوم من اختلاف تصورات حول صيام رمضان المعظم في مرحلة (الكورونا) ان أسهم بإبداء الرأي الشرعي في هذه القضية الهامة والتي فصل فيها القرآن العظيم وحسم الأمر. باعتبار الصوم فرضا عينيا هو من المعلوم من الدين بالضرورة ولا مجال فيه لابداء الرأي ولا انتظار الحلول لقوله جل علاه "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” سورة البقرة 189 وهي مسبوقة بقوله جل علاه تأكيدا منه على وجوبه وان اختلفت العصور وتعددت الاقوام لقوله جل علاه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183] و روى النسائي والبيهقي عن عبد الرحمان ابن عوف رضي الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله تعالى افترض صوم رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا ويقينا كان كفارة له لما مضى.).
وبذلك يكون صيام رمضان المعظم فرضا واجبا على كل مسلم بالغ. عاقل. مقيم. قادر.
لذا فإنه تيسيرا منه سبحانه على أمته ورحمة بالضعاف منها أوجب لاصحاب الأعذار الفطر في رمضان كالحائض والنفساء ورخص الفطر للمريض والمسافر لقوله تعالي "فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من أيام اخر" البقرة 185.
وأما بالنسبة للمريض الذي يشكو من مرض ما فله الفطر بعد استفتاء نفسه وأهل الاختصاص من الاطباء علما بأن الوضع الذي نعيشه اليوم بانتشار هذا الوباء (الكورونا) بشكل ارعب واخاف لا يبيح الفطر ولا يجيزه الا في حالات الاستثناء التي تدخل في حكم المريض وذلك اعتمادا على رأي الاطباء حالة بحالة دون تعميم.
وعلي كل فلقد أوجب الله سبحانه علينا صيام هذا الشهر بل اكرمنا بصيامه وقيامه وهي منة نسأل الله أن يعيننا على ادائها على أكمل الوجوه. على أن نقرن بين الإمساك عن شهوتي الفرج والبطن بالامساك عن الغيبة واللغو والرفت والكلام في أعراض الناس وهو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى وصدق حين قال "مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ" فاطر (10).
والله نسال ان يمن علينا مع اطلالة الشهر الكريم المبارك باللطف واجتماع الشمل والكلمة ومن الله نلتمس الصواب وهو ولي التوفيق
الشيخ هشام بن محمود الإمام الأول لجامع الزيتونة المعمور ادام الله عمرانه.

قراءة 1342 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…