ياسمين نيوز: رضا الزعيبي
مثل مشاكل التطهير في المناطق الريفية والمناطق السكنية قليلة العدد وما ينجم عنها من تداعيات سلبية هاجسا لدى المواطن الذي غالبا ما يدفع ثمنها من صحته وراحته. وفي هذا الإطار يولي مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة موضوع التطهير الريفي أهمية كبرى للحد من هذا التلوث. وتعتبر تقنية معالجة مياه الصرف الصحي باستعمال النبتات المائية الحل الأنجع للمناطق الريفية قليلة العدد وذلك بالنظر إلى فاعليتها ومساهمتها في المحافظة على الوسط الطبيعي زيادة على تكلفة إنجازها وتشغيلها الأقل ثمنا. وقد تأكد المركز من هذه النتائج بعد إشرافه على تركيز المحطة النموذجية بقرية جوڤار من ولاية زغوان سنة 2004 والتي يواصل الإشراف عليها وتحسين مردوديتها حتى هذا التاريخ. كما قام المركز بتركيز سبعة محطات أخرى تعتمد على نفس التقنية لصالح شركة « SERGAZ » وقد أثبتت هذه التقنية نجاعتها ونالت الرضاء التام للشركة.
ويأتي مشروع تركيز شبكة تجميع المياه الملوثة و محطة تطهير المياه باستعمال النباتات المائية بقرية الشبيكة من ولاية توزر في إطار حرص المركز على تعميم هذه التقنية في التكتلات السكنية قليلة العدد والتأكيد على نجاعتها بإختلاف التضاريس والمناخ ببلادنا. ليشمل حوالي 1000 ساكن ويساهم في تحسين نوعية الحياة لهاته المنطقة والقضاء نهائيا على مشاكل التطهير لديهم مع إستغلال المياه المعالجة في مقاومة التصحر والميدان الفلاحي. حيث تمثل هذه التقنية حل لمشكلة حقيقية تعاني منها المنطقة كما تساهم في الحد من تلوث المياه الجوفية نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي غير المعالجة وبالتالي المحافظة على الثروة المائية.
وقد انطلقت الأشغال منذ أواخر 2018 تم إثرها تركيز قرابة 4كلم شبكة تجميع المياه الملوثة وتركيز المعالجة الأولية وحوضي السيلان العمودي وحوضي السيلان الأفقي وربطهما بالشبكة وحوض لتجميع المياه المعالجة قصد إعادة إستغلالها. وقد انتهت الأشغال ودخلت المحطة في حيز الإستغلال في جويلية 2020.
ومن ناحية أخرى و لضمان حسن تسيير المحطة وديمومتها والعمل على تطوير تقنية معالجة مياه الصرف الصحي باستعمال النباتات تم إمضاء اتفاقية شراكة بين مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة وبلدية تمغزة.
ويعمل المركز على تركيز منظومة متابعة عن بعد من أجل تحسين مردودية المحطة وتأطير القائمين على المحطة عبر تكوينهم ومساندتهم لإنجاز الأشغال والتصرف فيها بنجاعة قصد معالجة المياه وتثمينها في المساحات الخضراء وفي الفلاحة.