استجابة لحاجة طارئة وملحة فرضها التزايد الملفت لأعداد حرائق الغابات عبر المساحات الغابية في مختلف ولايات الوطن خاصة في ولايتي المدية وتيسمسيلت والاتساع المقلق لدائرة انتشارها قررت ان اضع بين ايديكم هذا البيان الذي يوضح خطورة الحرائق التي تهدد أمننا الغذائي.
فالثروة الغابية والسلامة البيئية من مكتسبات الثورة الشعبية ضد الاستعمار خلال ثورة التحرير يوم انتهج سياسة الأرض المحروقة و من مكتسبات حراك الشعب ضد الفساد الذي انتهج حرق الغابات للاستيلاء على الأراضي و إتلاف المحاصيل لجعل استيراد الحبوب قارب نجاة لاقتصاد فرنسا و إضعاف الفلاحة و الفلاح و العبث بطعام الجزائريين.
لكن الثورة على الفساد نفسها ثروة تقتضي الحفاظ على مقتضيات الوعي فيها بالتربية التشاركية على الحفاظ على الثروة النباتية و محاربة الحرائق بالتبليغ عنها و عدم رمي السجائر و لا البلاستيك و لا الزجاج في المساحات الخضراء حتى لا تتسبب في الحرائق فتخسر الجزائر غاباتها التي سبق لها أن خسرت الكثير منها في زمن مكافحة الإرهاب.
استجابة لحاجة طارئة وملحة فرضها التزايد الملفت لأعداد حرائق الغابات عبر المساحات الغابية في مختلف ولايات الوطن، والاتساع المقلق لدائرة انتشارها مع ما تخلفه من أضرار وخسائر جسيمة كانت آثارها كارثية على المحاصيل الزراعية، الأشجار المثمرة، والثروة الحيوانية الاقتصادية البرية، والعديد من المزارع الريفية، فضلا عن ثروة المساحات الغابية ذات الأهمية الاقتصادية والبيئية، وحتى واحات النخيل في المناطق الجنوبية لبلادنا.
إن الحملة ضد الحرائق و مسبباتها هي مهمة تشاركية جوارية بالتعاون مع كل الشركاء الفاعلين في الموضوع من جماعات محلية و مصالح الغابات، ومديريات الفلاحة، ومصالح الحماية المدنية، وجهازي الدرك والأمن الوطنيين، والحركة الجمعوية والمواطنين كافة.
الى جانب ضرورة تخصيص فضاءات تفاعلية للنقاش حول خطورة هذه الحرائق الموسمية في فترة ذروة الحرارة و ذروة السياحة وأهمية مساهمة الجميع للحد منها والوقاية من أخطارها وآثارها الكارثية المختلفة الأبعاد، وهذا ربما يقتضي تخصيص خط هاتفي اخضر على مستوى كل إذاعة جهوية على مدار الساعة، لاستقبال اتصالات المواطنات والمواطنين، للإبلاغ عن حريق أو طلب المساعدة أو تقديم و تقييم رأي تحسيسي حول ضرورة انخراط الجميع في هذا العمل الوقائي الوطني المدني، الذي يجعل من الجميع يساهم في بناء بلده و الحفاظ عليها.
كما أنه لا يخفى على جموع المواطنين مدى تدخل الجيش الوطني الشعبي في عدة حالات لإخماد الحرائق في الصيف كما يتدخل في إزاحة الثلوج عن الطريق و في المداشر و القرى الجبلية في فصل الشتاء وهذا يستوجب منا الشكر و التقدير لأبناء الجزائر حماة الوطن.
إضافة إلى رجال الحماية المدنية الذين يواجهون النيران ولهذا يعد رجل الحماية المدنية، جنديا فى ساحة مختلفة وأشد خطرا من ساحات الحروب، والتى تشهد نزالا بين بني الإنسان بعضهم بعضا، ولكن مهمة رجل الحماية المدنية أصعب و ربما أجل، لأن عدوه الذي يواجهه ليس إنسانا وإنما هو نيران أو قنابل أو مبان منكوبة يجب أن ينقذ أرواحا كثيرة من أسفلها. رجال تخشاهم النيران, يحرصون على حياة الآخرين أكثر من حرصهم على حياتهم الشخصية, قد يتعرضون للإصابة أو الشهادة على مذبح الواجب الوطني و المهني , ومع ذلك لا يتأخرون عن القيام بمهامهم وواجباتهم فى مواجهة الصعاب, ولا يمر يوما إلا ونسمع عن اندلاع حريق سواء فى شقة سكنية أو محل تجارى أو ربما شركة أو مصنع كبير، ويتم إخماده على الفور، بمجرد وصول قوات الحماية المدنية، دون معرفة كواليس ما قام به الجندى المجهول من أبطال تلك الحماية وما يتعرضون له أثناء إخمادهم لألسنة اللهب والنار المشتعلة فى جميع الأركان.
هذا كله يقودنا إلى ضرورة التنبيه على التحسيس و التوعية و تخصيص أرقام هاتف إرشادية خضراء و حمراء حسب الحالة و التنبيه و التنويه إعلاميا و في لقطات إرشادية إشهارية للوعي و المشاركة الإيجابية في الإذاعات و التلفزيونات و في المساجد و التجمعات السكانية الكبيرة ، لأن الوقاية من الحرائق أقل تكلفة من انتظار وقوعها، الجزائر تحاول الوقوف بعد كبواتها فلنحافظ جميعا عليها.