ضمن فعاليات مهرجان مدنين الثقافي الدولي ، قدّم الفنان والموسيقى زياد المنيفي بمسرح الهواء الطلق بمدنين سهرة أمتعت الجمهور الذي كان في الموعد كعادته ،ليؤكد أن الذوق أذواق وأن الجمهور جماهير وفق تعبير رئيس جمعية المهرجان" حبيب بوكوبة " وليثبت مرة أخرى أن مهرجان مدنين الثقافي إستجاب بدرجة كبيرة لمقاييس الدولية ليحقق اشعاعه بإرضاء مختلف الاذواق.
عرض بانوراما الأصوات الشعبية لصاحب التانيت الذهبي التونسي ابن مدنين زياد المنيفي، كان عرضا موسيقيا فرجويا متكاملا حضرت فيه النصوص الشعرية الشعبية والإيقاعات والأغاني أداها ثلة من العازفين والأساتذة والفنانين المحترفين من ولايات الجنوب الشرقي تطاوين، قابس، مدنين، وڨبلي في تناغم كبير، هدفه إبراز عادات وتقاليد الجنوب التونسي وإخراجها في حلة تمكنها من منافسة الموسيقى الدارجة في عصرنا الحالي.
انطلق العرض في حدود الساعة العاشرة فتتالت اللوحات الفنية التي رافقتها مشهديات الرمال المتحركة للاستاذ "حبيب الغريبي" لتحاكي المعزوفات والمقاطع الغنائية وتزيد الصورة جمالا.
الشعر ايضا سجل حضوره القوي من خلال مراوحات تفاعل معها الجمهور بشكل ايجابي للشاعر ضو حدّاد .
خروج الفرقة النسائية للغناء الشعبي بقيادة" خيرية مفتاحي" إنبعثت معه روائح البخور الذي لا يغيب عن المناسبات والافراح التونسية والجنوبية خاصة، نجح في تحويل القصور الى عرس تقليدي بامتياز.
افتتحت المجموعة عرضها بأغنية "هادي محمد " وهي الأغنية المفتاح لكل مناسبة في الجنوب، تلتها"الصخّاب " أغنية تردد للعروس يوم زفافها، "فالعزيزة طلّت " المستوحات من التراث المدنيني ووصلات غنائية أخرى متنوعة من التراث الشعبي تألقت في آدائها كل من فاطمة سلطان "منية عبد العالي" "أسماء بوقارص "و"عزة العقربي ."
عرض مستمد من أعماق الجنوب التونسي أخرجه "زياد المنيفي "وزاده ضيوفه رونقا ضيوف لهم وزنهم في الفن الشعبي منهم عبد العزيز بن عون ، الحبيب الجبالي،و الهادي دنيا. خص كل واحد منهم بفقرة ليساهم في تحويل المكان الى فسيفساءمن الاجناس الفنية الضاربة في الأصالة.
"بانوراما أصوات وايقاعات" لزياد المنيفي نجحت في اخذ الجمهور الحاضر في رحلة موسيقية فرجوية طوال ساعتين كاملتين انتشى خلالها بموروثه الموسيقي .