ياسمين نيوز; رضا الزعيبي
بحضور الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية، السيد علي مصابحيّة رئيس الديوان والسيد محمد رضا مليكة والي نابل وعدد من مبدعي الجهة ومواطنيها، استقبلت مدينة الثقافة يوم الأربعاء 08 جانفي 2020، ولاية نابل ضمن تظاهرة أيام الجهات، مدن الفنون في مدينة الثقافة.
نابل عاصمة الوطن القبلي، هي مدينة الخزف والحصير وتقطير زيوت الزهور. موانىء الصيد بقليبية وبني خيار، والمياه المعدنية بقربص وتربية الصقور بالهوارية هي بعض الملامح والمعالم السياحية لهذه المنطقة.
انطلقت الاحتفالية من أمام المدخل الرئيسي لمدينة الثقافة المطل على شارع محمد الخامس بالفرق الاستعراضية الخاصة بالولاية كنحاسية نيابوليس، عيساوية سيدي بن عيسى من المعمورة، عيساوية بني خيار، فرقة الصف ماشطات نابل الخاصة بالافراح التقليدية للولاية، طبال المعمورة، سلامية الشيخ السويح من دار شعبان الفهري الذين قدموا للجمهور الحاضر مجموعة من اهم مراجع الموروث الغنائي لولاية نابل.
وفي البهو الرئيسي لمدينة الثقافة، تعرّف جمهور المدينة على جوانب من الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لولاية نابل عاصمة الوطن القبلي من خلال معرض للصناعات التقليدية من الطرق على النحاس، الفخار الذي تعود اصوله في الوطن القبلي الى العصور القديمة، حيث ظهر في نابل من خلال اشكال مختلفة مثل الاأوان ذات الأبعاد المجردة والدقيقة منها جرار لخزن الزيت وقلال لاستجلاب الماء من الآبار والعيون ذات العنق الضيق والأنيق. يذكر ان ورشات صناعة الفخـّار كانت متعددة في منطقة نابل وكانت تصدّر منتوجها بواسطة المراكب إلى كل المدن المجاورة لضفاف المتوسط وقد عثر المؤرخون أثناء حفرياتهم بنابل و دار شعبان و الحمامات على بقايا قلال وجرار وأوان من فخار.
ولللباس التقليدي نصيب في يوم ولاية نابل بمدينة الثقافة حيث قدم حرفيوها عرضا لللباس الخاص بالافراح ،من الكسوة الى القميص، الجبّة ،الجبّة العكري ،الفرملة وغيرها من اللباس التقليدي إضافة إلى معرض للفنون التشكيلية الذي اثثه ثلّة من مبدعي الجهة ،معرض لصور اهم مواقع ومعالم الوطن القبلي، اصدارات الجهة وجناح السياحة والمؤسسات الثقافية والورشات الحية للرسم الخاصة بالأطفال، جناح الثراث الغذائي الذي كان مزدخرا بالأكلات النابلية المعروفة خاصة الهريسة ومعرض لاهم المنتوجات الفلاحية خاصة القوارص والبرتقال وتقطير الزهر.
أما في البهو السفلي للمدينة فكان الجمهور على موعد مع مركز الفنون الدرامية بنابل الذي قدم عرضا قياسيا "صوت وجسد" اخراج امينة دشرواي وعرض "نسمات " للمعهد الجهوي للموسيقى بينما احتفل مسرح المبدعين الشبان بعرض مسرحي لجمعية الصم والبكم الذي جسّد حادثة عمدون بشكل مسرحي أثر في الحاضرين في القاعة قبل ان يستمتعوا بعرض " كسر الجدران" وهو مونودرام يتحدث عن حرية المرأة وصراعها اليومي للمحافظة على مكاسبها وما تتعرض له من مشاكل انتاج دار الثقافة نابل
واختتم هذا اليوم الذي يحتفل بولاية نابل التي ولدت أعلاما وفنانين خلّدهم التاريخ في مسرح الجهات بعرض "عطور نابل " بمشاركة اكثر من عشرون فنانا غنوا لفناني الجهة العديد من الأغاني الخالدة مثل توسمت فيك الخير للفنانة نعمة، بين الخمايل ليوسف التميمي، محلاك حبي، الليل اه يا ليل، أناجيك وغيرها في أمسية طربية عادت بالجمهور لاغاني الزمن الجميل وللفترة الذهبية للاغنية التونسية.