تنطلق يوم الاربعاء فعاليات المهرجان العالمي للخبز، الذي ينتظم في دورته الخامسة، بعد أن حجب السنة الماضية بسبب جائحة كورونا، ليعود هذه السنة تحت شعار "موروث، معرفة، اكتشاف، مشاركة"، الذي يلخص أهداف هذا المهرجان في استكشاف التراث الغذائي التونسي وتثمينه للمحافظة عليه والاستفادة منه، بما يجعله مكونا أساسيا في المطبخ التونسي، من ناحية، ويخلق منتوجا سياحيا، هو السياحة الغذائية، بما من شانه أن يستقطب شريحة من السياح يبحثون على الخصوصية، من ناحية أخرى، وفق إيمان الباروني، رئيسة "نادي جربة نكهة بلادي".
ورغم حداثة عهده، اذ لم تمض سوى 6 أشهر على إحداثه، خاض "نادي جربة" تجربته الأولى في إعداد مهرجان جعلت منه "جمعية نكهة بلادي" موعدا سنويا مع الموروث الغذائي الوطني ومع المطبخ التونسي التقليدي، فالتف حوله عديد المشاركين من عدة ولايات تونسية ومن عدة بلدان يأتون في كل سنة للمشاركة وللاطلاع على ثراء المخزون التونسي بأكلات تقليدية، وبالخبز تحديدا، لذلك تنتظم مسابقات يتفنن فيها المشاركون في سبر أغوار التراث لاستخراج أنواع من الخبز تكون قادرة على نيل الإعجاب والإجماع على فوزها لحسن مذاقها.
يفتتح المهرجان فعالياته بقصر الخراشفة بمعتمدية بني خداش، في عودة من جديد إلى هذه المنطقة الجبلية ذات الطبيعة الخلابة، بتنظيم ورشات للأكلة التراثية، وحصة تدريب لإعداد خبز الطابونة، لتدور بقية فقرات المهرجان في جزيرة جربة طيلة 4 أيام، ستكون ثرية بثراء المطبخ التقليدي الجنوبي والجزيري في نفس الوقت، حيث سيخصص يوم لجزيرة جربة بإعداد أكلات تقليدية تعتمد الخبز كمكون رئيسي لها، وهي كثيرة في الجزيرة، لذة طعمها ضمنت لها البقاء مع تمسك عديد العائلات في الجزيرة بها.
وحرص المهرجان في اليوم الجربي على أن يجعل من كل مكوناته تراثية بامتياز، من خلال مكونات أخرى ستتجتمع وستؤثث ذلك اليوم بالموسيقى الجربية التراثية واللباس التقليدي الجربي وغيرها.
وستنتظم في بقية أيام المهرجان مسابقات حول الخبز بين المشاركين الوافدين من عدة ولايات تونسية، فيما سيقتصر دور مشاركين أجانب من المغرب وعمان وفرنسا، على المشاركة عن بعد عبر تقنية الزوم، دون أن يخوضوا المسابقة، التي ستشرف عليها لجنة تحكيم تضم شخصيات من تونس وكندا وليبيا.
