jasminsnews - في تقرير للمرصد الاجتماعي التونسي لشهر أكتوبر 2024 المطالب المهنية والعمالية تتصدر المشهد الاحتجاجي

في تقرير للمرصد الاجتماعي التونسي لشهر أكتوبر 2024 المطالب المهنية والعمالية تتصدر المشهد الاحتجاجي

يتواصل المنحى التصاعدي للتحركات الاحتجاجية خلال شهر أكتوبر 2024، واتخذت في مجملها شكلاً منظماً بنسبة 83% منها، مع عودة واضحة لتحركات فاعلين تقليديين على غرار المعلمين والأساتذة النواب وعمال الحضائر.
ورغم ما أفرزته الانتخابات الرئاسية من ثقة عالية مكنت رئيس الجمهورية قيس سعيد من تجديد عهدته لفترة حكم جديدة، فإن الفعل الاحتجاجي يتوسع شيئاً فشيئاً نتيجة وقع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والوعود التي تم إطلاقها قبيل الحملة الانتخابية.
وسجل شهر أكتوبر 300 تحركاً احتجاجياً، بزيادة بنحو 9% مقارنة بالشهر الذي سبقه سبتمبر الذي عرف 273 تحركاً احتجاجياً. وقد اتصلت المطالب المرفوعة في 125 مطلباً منها، أي ما يشكل 41% من مجموعها، أساساً بما هو مهني، أي بحقوق عمال ومطالب بتسوية الوضعيات المهنية والاجتماعية وصرف المستحقات أو الأجور وتحسين ظروف العمل والحق في التشغيل.
وتواصلت خلال شهر أكتوبر التحركات المرتبطة بالعودة المدرسية، أين استمرت احتجاجات المعلمين والأساتذة النواب الذين لم يتم بعد تنفيذ الوعود بانتدابهم الذي تعهدت به السلطة في أكثر من مناسبة، وشهدت عديد المناطق احتجاجات أولياء وتلاميذ ارتبطت بطلب توفير إطار تربوي ونقل مدرسي وتهيئة بنايات المؤسسات التعليمية التي ما زالت أشغال بعضها لم تنتهِ وقد مر شهر ونصف عن انطلاق السنة المدرسية.
في نفس الوقت نفذ السكان عديد التحركات على امتداد شهر أكتوبر تعلقت بالحق في الماء الصالح للشرب والربط بشبكة التيار الكهربائي وتهيئة الطرقات وفك العزلة التي تعيشها تجمعات سكانية، والحق في الولوج للصحة والحق في الأمن وفضاء عام آمن والحق في التنمية ومطالب توفير المواد الغذائية والتحكم في غلاء المعيشة.
كما شهد الشهر تحركات ذات طابع قطاعي شملت سواق التاكسي الفردي الذين طالبوا بتمكينهم من رخص سياقة، والمحامين الذين نادوا بالتقيد بمبادئ المحاكمة العادلة وتحسين المرفق القضائي، وعبر البحارة عن سخطهم وغضبهم من تردي الوضع البيئي وتراجع مستوى الثروة السمكية.
وعلى غرار الشهر السابق تصدرت التحركات الميدانية صدارة الأشكال الاحتجاجية المسجلة اين مثلت أكثر من 77% من مجموع التحركات التي شهدها الشهر، توزعت بين 90 وقفة احتجاجية و33 اعتصام و20 حمل للشارة الحمراء 19 إضراب 19 بين سخط واحتقان و11 مسيرة سلمية و10 تجمع احتجاجي و10 تعطيل نشاط و8 غلق طريق و5 مسيرات باتجاه العاصمة و4 عمليات منع من الدروس وحالة تهديد بالانتحار وحالة حرق عجلات مطاطية. في المقابل تم اعتماد النداء عبر وسائل الإعلام في 41 مناسبة و البيان في 19 مناسبة كما تم توجيه نداءات استغاثة في 9 مناسبات.  
وشكل العمال والموظفين والسكان الثلاثي المحرك للاحتجاجات خلال شهر اكتوبر باكثر من نصف التحركات الاجتماعية المسجلة. يأتي بعدهم النشطاء الذين كان لهم 38 تحركا يليهم المعلمين والاساتذة الذين واصلوا تحركات التي انطلقت منذ شهر سبتمبر وشاركوا في 27 تحركا.  
وكان للأولياء 12 تحركا والطلبة 10 تحركات ونفذ أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل والعاطلين عن العمل في 14 تحركا. وقام سواق التاكسي بب5 تحركات والفلاحين ب4 تحركات والصحفيين والصيادين وموظفو الخدمة الصحية كل منها على حد ب3 تحركات.  
وتواصل ولاية تونس تصدر قائمة الولايات الاكثر احتجاجا بتسجيلها ل66 تحركا تليها في ذلك قفصة ب 47 تحركا والقيروان ب40 تحركا ثم جندوبة ب22 تحركا والقصرين 15 تحركا. وكما تم الاشارة سابقا يعود تمركز أغلب التحركات بالعاصمة إلى اتخاذ اغلب الفاعلين/ات المقرات المركزية مثل الوزارات والمقرات السيادية أمكنة للتعبير عن غضبهم المتصاعد نتيجة مطالب يمكن تبويب اغلبها بالعالقة. 
وتعود وسائل الإعلام لتحتل المرتبة الأولى في ترتيب الاماكن الفضاءات التي يتم اعتمادها من قبل الفاعلين والفاعلات من اجل ايصال صوتهم والتعبير عن غضبهم وعدم رضاهم او لتوجيه رسائل الاستغاثة والتنديد. يليها في ذلك مقرات العمل فالطرقات ثم المؤسسات المدرسية. ولأول مرة نجد شركة فسفاط قفصة في المرتبة الخامس في ترتيب أماكن الاحتجاج.  
وعرف شهر اكتوبر  تنظيم 268 تحركا مختلطا في حين انتظم 29 تحركا آخر بمشاركة الذكور فقط و3 اخرين من قبل النساء، وكانت نسبة 83 % من التحركات منظمة، أما البقية وهي 17% فقد جاء في شكل تلقائي. وانتظم نسبة 97.33% من التحركات في شكل جماعي في حين كانت التحركات الفردية في حدود ال 2.67%.  
وحسب عيّنة الرصد عادت ظاهرة الانتحار ومحاولة الانتحار الى التراجع مرة اخرى، اين رصدنا  خلال شهر أكتوبر 8 حالات ومحاولات انتحار، توزعت بالتساوي بين ولايات القيروان والمنستير وبنزرت والمهدية وسوسة وصفاقس وقابس وقفصة حالة في كل منها.  
وتم تنفيذ نصف حالات الانتحار ومحاولات الانتحار من قبل فئة الشباب والنصف الاخر من قبل الكهول والذين كان من بينهم عون امن. ومثل الفضاء العام الإطار الرئيس لتنفيذ الفعل الانتحاري ب 5 حالات ياتي بعده فضاء السكن الذي نفذ داخله 3 حالات انتحار. واقدم على الفعل الانتحاري خلال شهر اكتوبر 7 ذكور وفتاة واحدة. وانتهى فعلهم في 5 مناسبات خمس مناسبات بالوفاة في حين بقي البقية على قيد الحياة.  
وانطلاقا أيضا من عينة الرصد يتواصل المنحى التصاعدي للعنف خلال شهر اكتوبر، ولا يزال الشارع يمثل الفضاء الابرز لتواتر حدوث حالات الاعتداء والبراكاج والتي أدت في عديد الحالات إلى القتل، يليه في ذلك المسكن فالمؤسسات التربوية ياتي بعدها الفضاء الافتراضي ثم وسائل النقل فالسجون والادارات.  ومورس ما يقارب  59% منها بشكل فردي في حين جاءت نسبة 40 % في شكلها الجماعي.  
وكان القائمين بفعل العنف المسجل خلال شهر اكتوبر ذكور في نحو 77.97% من الحالات المرصودة في مقابل 64.41% كان هذه الفئة ضحايا لأعمال العنف المسجلة.  وجاءت نسبة اكثر من 16% من أحداث العنف في شكل مختلط وبمشاركة كلا الجنسين اما في 3% منها فكان من قام بفعل العنف من الاناث في مقابل في 32% من الحالات المرصودة كن ضحايا لانتشار ظاهرة العنف . وتعود أسباب تواتر أحداث العنف إلى انتشار نوع من مشاعر عدم الرضا ورغبة في الاعتداء والاعتداء الجنسي والانتقام والترهيب والسرقة وشمل الاعتداء الفضاء الافتراضي الرقمي والفضاء الرسمي على حد السواء .. كما تم في حالات العنف المسجلة  اعتماد أدوات مختلفة كآلات حادة ، سكين،  وحجارة فضلا عن الاعتداءات بالقوة والضرب… 
نشر ومتابعة رضا الزعيبي
قراءة 60 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…